dc.contributor.author | جودي, بن عبد السلام | |
dc.date.accessioned | 2025-07-14T09:35:38Z | |
dc.date.available | 2025-07-14T09:35:38Z | |
dc.date.issued | 2025-07-14 | |
dc.identifier.uri | http://dspace.univ-djelfa.dz:8080/xmlui/handle/112/7653 | |
dc.description.abstract | يمكنني القول أنه لا مناص من الاعتراف والتسليم بالقيمة المستمرة لفلسفة ابن رشد في الفكرين الغربي والعربي ، إذ أن موقفه من العقل ، ونظرياته حول العقلانية ، كان لها صدى واسعا في الأوساط الأوروبية المسيحية، إذ أنه وبالرغم من الانتقادات الشديدة والمعارضة الكنسية التي تعرضت لها الفلسفة الرشدية ، فإن ذلك لم يحد من انتشار أفكارها بين أوساط المثقفين في الفترة السكولائية ، لتتسرب بعد ذلك إلى داخل المعاهد والجامعات (جامعة باريس، جامعة بادوفا الإيطالية). فابن رشد بنظريته وموقفه من العقل والعقلانية ، استطاع فتح صفحة جديدة في تاريخ الفكر الأوروبي، والتمهيد لبزوغ عصر النهضة في القرن الخامس عشر الذي يمثل بداية العصور الحديثة من الناحیة الفكرية بالنسبة لأوروبا. إذن فابن رشد شكل محطة مهمة في تاريخ تطور الفكر الأوروبي ، بل وشكل مادة دسمة للبحث في المجال الفكري والفلسفي واللاهوتي ، حيث تأثر به جملة من المفكرين أمثال القديس توما الأكويني ، سيجر دي برابان . الأمر الذي يبرز لنا أن حضور ابن رشد في الأوساط السكولائية كان له أكبر الأثر في دخول الفكر الأرسطي خالصا من شوائب الأفلاطونية المحدثة بفضل حركة الترجمة ، وبالتالي انتشاره وتطوره في الغرب الأوروبي ، وهو ما يعكس المكانة النظرية التي احتلها الخطاب الرشديالقائم على منطق البرهان لا الجدل، وعلى آليات التأويل والتفسير ، لا على آليات المجاز . فظهور الرشدية في الفكر الغربي وتدريسها في الجامعات الأوروبية، دليل على تسرب الفكر الرشدي إلى الأوساط المسيحية، لذلك يعتبر العقل الرشدي عقل مهاجر من فكره، وبيئته، إلى فكر آخر هو الفكر اللاتيني، وإلى بيئة خاصة هي البيئة الغربية الأوروبية” وفيها وجد ابن رشد ضالته، حيث أثر وأثرى الثقافة الغربية بمؤلفات ثمينة شكلت طريقا مبسطا ، تم التعرف من خلاله على فلسفة المعلم الأول أرسطو. لكن، ما تجدر الإشارة إليه، أنه ورغم المعارضة التي لاقاها ابن رشد، واستحالة الحديث عن مدرسة رشدية عقلانية في الأوساط الإسلامية، إلا أن هناك وجود لأتباع الفلسفة الرشدية ولو كانوا قلة قليلة. الأمر الذي يعكس أثر ما كتبه ابن رشد على المفكرين المسلمين، لأنه الفيلسوف والقاضي والفقيه الذي جمع بين مجالات متعددة ومختلفة في كتاباته الدقيقة . إن قائمة المتأثرين بابن رشد لدى الفلاسفة الغربيين تطول. فالجميع يسلم لابن رشد على اختلاف قناعاتهم الإيديولوجية والدينية، بأنه كان يعرف أرسطو ويعرفه جيدا، من حيث أنه كان فقيها، وسياسيا فقد كان يعرف جيدا قضايا عصره السياسية والاجتماعية والثقافية…”. الأمر الذي جعله محط اهتمام الجميع، لأنه حامل لقب الشارح بدون منازع، ورافع شعار التوافق بين الفلسفة والدين، والمؤمن بدور البرهان العقلي في الوصول بالإنسانية إلى بر اليقين والحقيقة . فكان الكل ينهل من منبع هذا الفيلسوف والمفكر المسلم، الذي لا تزال الدراسات إلى حد الآن ثرية ، وذات قيمة فلسفية عظيمة ، بل ولها الشأن العظيم في توجيه ايديولوجيات الفكر المعاصر ، والباب مفتوح أمام كل الباحثين المعاصرين ، من الغرب كانوا أو من العرب ، أن ينهلوا من فلسفة حكيم قرطبة لتطوير العقلانية في ظل الاشكاليات المعاصرة . | en_EN |
dc.language.iso | other | en_EN |
dc.subject | العقل - العقلانية - ابن رشد | en_EN |
dc.title | العقل و العقلانية وسؤال العودة الى ابن رشد في الفكرين الغربي و العربي | en_EN |
dc.type | Other | en_EN |