Abstract:
تعد عمارة المساجد من أهم أنواع العمائر العمائر الدينية في الحضارة االسالمية، اذ
تجمع بين الوظيفة التعبدية و الجمالية، و لقد تطورت عبر العصور االسالمية لتعكس التنوع
الثقافي و الجغرافي للمجتمعات االسالمية، مع المحافظة على عناصرها المعمارية األساسية
مثل: المحراب، المنبر، المئذنة و الصحن. و كانت بداية المسجد بسيطة في العهد النبوي، ثم
تطورت لتصبح أكثر فخامة، تنوعاو زخرفة عبر العصور الالحقة لتعبر عن هوية االنسان
المسلم حسب المكان و الزمان و في نفس الوقت تؤدي دورا دينيا، ثقافيا، اجتماعيا في أن
واحد. فالمسجد يعد أو ل و أهم مؤسسة في الدولة االسالمية، فهو مكان ألداء الصالة و مركز
للتعليم، و االجتماعات و القضاء.
و شهدت المساجد تطو ارت من حيث التخطيط و الشكل المعماري عبر العصور و
األماكن، حيث تنوعت العناصر المعمارية و الزخارف لكل طابع معين، مما أضفى على كل
مسجد طابعه المعماري و الفني الخاص به . و نرى ذلك أيضا من خالل الكتابات األثرية
العربية بأنواعها و التي تعد من أهم العناصر الفنية، فهي تؤدي دور الوثائق التاريخية التي ال
يمكن الطعن فيها بسهولة فهي تحمل مضامين نصية تاريخية و ثقافية و غالبا ماتتضمن أيات
قرانية، أحاديث نبوية، أسماء خلفاء أو سالطين أو واقفين ...عبارات تأسيس أو وقف أو
تجديد، و هي أيضا مظهر من مظاهر النهضة فنية و الرقي الحضاري، فقد نقشت على مواد
مختلفة )رخام، جص،..( باستخدام تقنيات و خطوط متنوعة مثل: النسخ أو المغربي...
و قد شهدت الكتابات األثرية في الجزائر تطورا كبيرا و نراه من خالل األعداد الكبيرة
من اللوحات المنتشرة في ربوع الوطن ال سيما في الغرب الج ازئري، و من أجل ابراز أهم
الخصائص و المميزات التي تمي زت بها كتابات مسجد " عين البيضاء بمعسكر" بايلك الغرب
في العهد العثماني.