dc.description.abstract |
التربية في أبسط مفهوم لها تعني عملية التوافق و التكيف فالتربية حسب هذا المفهوم عبارة عن عمليةتفاعل بين الفرد و بيئته الاجتماعية , و ذلك بغرض التوافق أو التكيف بين الإنسان و القيم و الاتجاهات التي تفرضها البيئة، تبعا لدرجة التطور المادي و الروحي فيها , فالتربية ¬تهدف إلى مساعدة الشخصية الإنسانية على أنتنمو نموا انفعاليا اجتماعيا ,عقليا...الخ سليما يحررها من الحقد و الكراهية و الضغينة.
كما تعد التربية أساس صلاح المجتمعات البشرية وفلاحها ، فالتربية قوة هائلة تستطيع أن تزكي النفوسوتنقيها وترشدها إلى عبادة الخالق، فهي منهج الحياة في تنمية الأفراد وصقل مواهبهم وشحذ عقولهم وأفكارهموتدريب أجسامهم وتقويتها،كما أ¬نها تدفع المجتمع إلى العمل والاجتهاد وتحث الأفراد على التماسك فالتربية هيوسيلة لحل المشكلات والنهوض بالأفراد والرقي بالأمم.
و تعتبر التربية البدنية و الرياضية إحدى فروع التربية الأساسية التي تستمد نظرياتها¬ من العلوم المختلفة وتستخدم عن طريق النشاط البدني المختار الموجه و المنظم لإعداد الأفراد إعدادًا متكاملا مع ما يتلاءم معحاجات ا¬لمجتمع.
ولقد أصبحت التربية البدنية و الرياضية محط اهتمام كل الشعوب ، إذ لا يكاد أي مجتمع أن يخلو منشكل من أشكالها، لأنها تشكل بنظمها و قواعدها ميدانا هاما وواسعا من ميادين التربية العامة و عنصرا أساسيا لإعداد الفرد في بناء ا¬لمجتمع، حيث أنها تعبر عن سلوكاته المنظمة بطابعها التربوي التعليمي، و في إطارها التفاعليداخل الجماعات ، كما تساهم في إعداد الفرد فكريا ، عاطفيا و بدنيا عبر أطوار حياته ، و تمكنه اجتماعيا من تحقيق الصفات الخلقية كالنظام و الطاعة و الاحترام .
فهي تلعب دورا هامًا جدًا في تحقيق هذه الأغراض ، كما تعمل على تطبيع الفرد على الرياضة فينشأمتفهما، متبنيا اتجاهات إيجابية نحوها، مكتسبا قدرًا ملائمًا من المهارات الحركية التي تكفل له ممارسة رياضية أو ترويحية مفيدة و ممتعة من خلال حياته، مما يساعده على بناء و تكامل التربية العامة التي ¬تهدف إلى بناء و إعدادالمواطن الذي يتطلع إليه مجتمعنا المسلم .
و هذا كله لا يتحقق إلا بوجود مربي كفء يستطيع تكوين جيل قادر على تحمل المسؤولية، و علىالتكيف السليم ليخدم نفسه و مجتمعه، لأن قوة ا¬لمجتمع و صلابته تقاس اليوم بقوة و صلابة و تكامل شخصيةأفراده.
و لا يخفى على أحد أهمية دور مربي التربية البدنية و الرياضية و تأثيره الفعال في مختلف السلوكات التييقوم ¬ التلاميذ و ذلك بحكم طبيعة عمله و اتصاله بالتلاميذ من بقية المربين، لذلك نجدهم يقبلون على مادتهأكثر من المواد الأخرى، و يرجع ذلك في الكثير من الحالات إلى طبيعة المادة و كفاءة و شخصية المدرس و مدىالتحكم في انفعالاته المختلفة.
و بالعودة إلى الهدف الأساسي لمهنة المربي في التربية البدنية و الرياضية و الذي يكمن في تحقيق التربيةالشاملة، و من أجل تكوين فرد صالح لنفسه و مجتمعه ووطنه،كما يعتبر التلاميذ عصب حصة التربية البدنية والرياضية فهم الذين يبني عليهم المدرس هذه الحصة من خلال ممارسة الأنشطة البدنية و الرياضية، ولكن المدرسفي هذه المرحلة يتعامل مع تلاميذ مراهقين و الكل يعلم التغيرات التي تصاحب التلميذ سواء كانت نفسية أوفيزيولوجية، فقد يحاول التلاميذ فرض أنفسهم بطريقة أو بأخرى على زملائهم .
كما أن المراهقة مرحلة أساسية في حياة الإنسان وأصعبها وذلك لما تحمله من عدة متغيرات جسميةونفسية وعقلية، إذ تنفرد بخاصية النمو السريع غير المنظم وكذلك قلة التوافق العضلي العصبي بالإضافة إلى النموالانفعالي والتخيل، وعلى هذا الأساس يجب دراسة ما يحدث في جسمه من تغيرات فيزيولوجية وعقلية وانفعاليةوعاطفية ونفسية وسلوكية.
وقد جاءت دراستنا هذه لمعرفة الصعوبات التي تواجه الأستاذ أثناء تفعيل حصة التربية البدنية و الرياضية وكانت الدراسة على مستوى ثانويات مدينة الجلفة.
وقد قسمنا بحثنا هذا إلى مدخل عام تناولنا فيه الإشكالية و الفرضيات و أهداف و أهمية الدراسة وأسباب اختيار البحث إضافة إلى تحديد المفاهيم و المصطلحات و الدراسات السابقة.
ثم الجانب النظري الذي يحتوي على ثلاث فصول:
- الفصل الأول : حصة التربية البدنية و الرياضية.
- الفصل الثاني : أستاذ التربية البدنية و الرياضية.
- الفصل الثالث: مرحلة المراهقة.
ثم الجانب التطبيقي و قد قسمناه إلى فصلين:
- الفصل الأول لعرض المنهجية المتبعة في الدراسة.
- الفصل الثاني فقد تم فيه عرض و تحليل النتائج للخروج باستنتاج عام، ثم وضع جملة من الاقتراحات و التوصيات التي نراها تخدم الموضوع لنختتم البحث بخاتمة. |
en_EN |