Abstract:
مقدمـة :
إن تطور المنظمات من وضعها الأولي التقليدي إلى وضعها الحالي أدى إلى الإهتمام بالعامل في بيئة العمل، فبعد أن كان ينظر إلى المنظمة ككيان مادي بحت، أصبحت وحدة إجتماعية هادفة، يشكل الإنسان فيها العنصر الأول الذي يعبر عن حيويتها، وتفاعلها، فهي تمارس نشاطاتها المختلفة في ظل تفاعلاتها المتشابكة بين أفرادها، فمهما كانت تجهيزات المنظمة متطورة، وموقفها المالي ممتازا، فإن مشاكل العاملين يمكن أن تأثر سلبا على أدائها أو حتى القضاء عليها تماما.
لذا إهتم الباحثون بدراسة المورد البشري في المنظمة من خلال دراسة إتجاهاته وإنطباعاته حول ظروف العمل الإدرية، والإجتماعية السائدة، وهذا ما عرف لاحقا بدراسة الفعل التنظيمي.
ولعل أهم ما توصلت إليه هذه الدراسات هو أن لكل فرد أو مجموعة أفراد ،إتجاهات خاصة،وأهداف معينة، هذا ما يدفعهم إلى تكوين جماعات، والتي أصبحت تعرف بالتنظيم غير الرسمي، ومع تعارض الأهداف، والإتجاهات، ومحدودية الموارد المتاحة في البيئة الداخلية للمنظمة يظهر التنافس، والصراع بين الأفراد أو الجماعات، فالصراع ظاهرة إجتماعية ناتجة عن تفاعلات إجتماعية، وينجم عن هذا الصراع آثار لعلى أهمها ما يسمى بفعالية أداء التنظيم، ودرجة في تحقيق المنظمة لأهدافها.
فمن أجل تحقيق الفعالية في الأداء، سعت المنظمة إلى الإهتمام بالجو انب الإجتماعية لعمالها، مثلما كانت تهتم بالجو انب المادية لهم، تحاول المنــظمة الوصول إلى توجيه أفرادها للشعور بالرضا الوظيفي، وتعزيز ولائهم، وإنتمائهم.
ومع مرور الوقت أصبح الرضا الوظيفي مطلبا أساسيا لبقاء وولاء الفرد لمنظمته، وأساسا لزيادة فعالية، وكفاءة أدائه، فالدور الأساسي للمنظمة هو دفع الأفراد والعمال للشعور بالرضا الوظيفي و إستغلال العوامل التنظيمية لتحقيق ذلك.
أ
والجدير بالذكر أن الرضا الوظيفي ليس بعزل عن آثار الصراع، الذي أصبح ظاهرة طبيعية سائدة في كل المنظمات، ومن خلال العوامل التنظيمية المتاحة المتمثلة في القيادة، والإتصال، والرقابة، تسعى المنظمة إلى جعل تأثير الصراع إيجابيا في الرضا الوظيفي، وهذا موضوع دراستنا .
فمن خلال هذه الدارسة نحاول الكشف عن الآثار السلبية، والإيجابية للصراع وتأثيره على الرضا الوظيفي للعاملين كغاية، ووسيلة للمنظمة الحديثة، ولتحقيق الفعالية التنظيمية فيها، لذلك كان هذا البحث بعنوان " أثر الصراع التنظيمي على الرضا الوظيفي للعاملين "