انعكاس ثقافة المجتمع على الموهب الرياضية – السباحة أنموذجا

Abstract

إن العالم اليوم وما يشهده من متغيرات وتطــــور سريـــــع في مختلف ميادين الحياة عامة والألعاب الرياضية، وهذا التطور الحاصل شمل عدة مجالات كالمجال السياسي وبالاقتصادي والاجتماعي والثقافي، مما دفع العاملين في المجال الرياضي بمن فيهم المدربين إلى إعادة التفكير في واقع ومكان الرياضة في المجتمع، حيث نجد أن كل هذا التطور لم يأتي اعتباطيا. بل جاء من خلال ترجمة البحوث والدراسات العلمية إلى واقع علمي ملموس يهدف إلى خدمة المجتمع الرياضي. تعد الثقافة عنصرا فاعلا في حياة الفرد إذ تسهم في تلبية حاجاته وإبراز مواهبه المختلفة خاصة الرياضية منها، فالمحتوى الأساسي للثقافة هو العادات والتقاليد والأفكار والأنشطة المتعددة من مهن وحرف كلها تعبر عن ثقافة المجتمع بهدف إرضاء حاجات الأفراد، كما يمكن أن نقول ان الثقافة هي بمثابة وعاء يتسع لإرضاء الحاجات الضرورية التي يقوم بها الأفراد والجماعات ومختلف الأساليب والنشاطات التي تتكرر مرة بعد مرة ويوما بعد يوم وسنة بعد سنة وفي أثناء هذا التكرار يحصل الفرد على طرق ناجحة وصائبة ومفيدة. وفي هذا يقول حسن الساعاتي: " إن ما يفعله الإنسان مرة ويستحسنه يميل إلى فعله مرة أخرى، وإذا ما تكرر بفعله وكان لا يزال يستحسنه فإنه يود لو أن غيره يفعله أيضا، ويمكن القول أن العادات والتقاليد كالدرب الذي كلما طرقه المارة تمهد وسهل السير فيه، حتى أنهم لا يستطيعون في آخر الأمر العدول عنه إلى درب آخر مطروق. فقد تزايد في السنوات الأخيرة اهتمام مختلــــف العلــــماء والمختصــــين بممارسة الأنشطة البدنية والرياضية، ويرجع هذا الاهتمام بإسهامها في تكامل بناء الفرد من جميع النواحي الصحية والنفسية والاجتماعية والثقافية، كما تساعد على الرفع من مستوى اللياقة البدنية. وتعد رياضة السباحة أحد الأنشطة البدنية والرياضية التي تمارس في مجتمعنا الجزائري، فهي مميزة لكثير من شعوب العالم لما تكسبه للفرد من فوائد بدنية وصحية ونفسية واجتماعية، كما تعد ثاني الألعاب الاولمبية بعد رياضة ألعاب القوى، حيث شهدت في السنوات الأخيرة المنصرمة تقدما واضحا في مجال تعليمها بشكل عام وتدريبها بشكل خاص، لدى بدأت الكثير من الدول في تسابق مع الزمن لتطوير هذه الرياضة وصولا إلى أفضل الإنجازات العالمية من خلال الدراسات والبحوث العلمية التي احتوى في مضامينها الارتقاء في رياضة السباحة. مما سبق تم تناول موضوع الثقافة وانعكاسها على الرياضة وبالخصوص رياضة السباحة عند أولياء المنتسبين للمركب الرياضي بمدينة عين وسارة بولاية الجلفة من قبل الباحثين، وقد جاءت الدراسة وفق المخطط الآتي: الفصل الأول: مدخل الدراسة، وفيه عرض لإشكاليتها وفرضيتها وأهميتها وأهدافها مرورا بالتعاريف الإجرائية وأهم الدراسات المشابهة التي تناولت موضوع الدراسة الحالية. الجزء الأول: يتمثل في الخلفية المعرفية النظرية وفيها. الفصل الثاني: وفيه تكلم الباحثين عن الثقافة من خلال استعراض أهم التعاريف والعناصر والخصائص وصولا إلى علاقة الثقافة بالرياضة وأثرها في تكوين شخصية الفرد. الفصل الثالث: عالج مفاهيم الانتقاء والموهبة والسباحة من خلال استعراض أهم التعاريف لها والخصائص أو حتى نبذة تاريخية فيما يخص رياضة السباحة في الجزائر. الجزء الثاني: ويتضمن الجانب التطبيقي للدراسة، وفيه: الفصل الرابع منهجية الدراسة، واستعرض فيه الباحثين منهج وعينة الدراسة مع خطوات دراسة استطلاعية والخصائص السيكومترية لأداة الدراسة، مع استعراض أهم الأساليب بالاستعراضية التي سيستخدمانها. الفصل الخامس والأخير: وفيه عرض وتحليل ومناقشة النتائج مسبوقة بخصائص العينة وفق متغيرات الجنس، المستوى التعليمي، المهنة والمدخول الشهري. أخيرا أهم استنتاجات الدراسة منع بعض الاقتراحات التي يرى الباحثين أنها مهمة للعاملين في المجال الرياضي أو الأكاديميين متبوعة بخاتمة الدراسة فالمراجع وأخيرا الملاحق.