Abstract:
النهضة والتطور الكبيرين في العلوم والتكنولوجيا في عالمنا الحديث، جعلت الإنسان عبدا للكثير من التقنيات، هو مخترعها تحسبا للقيام بواجباته الحيوية بسهولة وحرية تامة لكن كلما ظهرت حريته شكلية ويظهر اختلال في توازنه فيصبح في سباق متعب بين رغباته في الترفيه عن نفسه و ترويضها، وبين وتيرة الحياة المرهقة.
هذا ما يجعل الفرد مقبل على ممارسة أنشطة التربية البدنية والرياضية التي تمنحه رصيدا صحيحا يضمن له توازنا سليما وتعايشا منسجما مع المحيط الخارجي منبعه سلوكات فاضلة تمنحه فرصة الاندماج الفعلي، وبالرغم من كل هذا فقد حكم عليها مسبقا في الكثير من الأحيان على أنها مجرد لعب قصد الترفيه واستعادة الحيوية، وأنها مضيعة للوقت ولا مجال حتى لإدراجها في المجال التربوي. غير أن الدولة في السنوات الأخيرة تفطنت لهذا و أعطتها عناية فائقة، وذلك بإعادة النظر في كثير من التعليمات سواء المتعلقة بالإعفاءات أو بالمنشآت والوسائل، وكذا إدراجها في الامتحانات الرسمية )شهادة البكالوريا(. وباعتبار أن تلميذ التعليم الثانوي يمر بتحولات فيزيولوجية، مرفولوجية، نفسية، واجتماعية فإن المنهاج التربوي الجديد جعله محور العملية التعليمية، يهتم بكل ما يتعلق بخصائص نموه خبراته السابقة، استعداداته اتجاهاته، ميوله، ودوافعه.
هذه الأخيرة أي الدوافع تعتبر المحركات التي تقف وراء سلوك الفرد، فهناك أكثر من سبب واحد وراء كل سلوك، هذه الأسباب ترتبط بحالة الفرد الداخلية وقت حدوث السلوك من جهة وبمتغيرات البيئة من جهة أخرى، بمعنى أننا لا نستطيع أن نتنبأ بما يمكن أن يقوم به الفرد في كل موقف من المواقف إذا علفنا منبهات البيئة وحدها وأثرها على الجهاز العصبي، بل لابد أن نعرف شيئا عن حالته الداخلية، كأن يعرف حاجاته وميوله واتجاهاته وما يسعى إلى تحقيقه من أهداف، والمقولة المشهورة " أنك تستطيع أن تقود الحصان إلى النهر ولكنك لا تستطيع أن تجبره على أن يشرب الماء" تعبر بوضوح عن أهمية ودور الدوافع في ممارسة الأنشطة الرياضية، كما لهذا الموضوع أهمية كبيرة في المجتمع فهو يهم الإنسان الذي يريد أن يعرف لماذا يميل طفله إلى الانطواء على نفسه والعزوف عن ممارسة النشاط الرياضي، كما يهم أستاذ التربية البدنية والرياضية بمعرفة دوافع ممارسة التلاميذ للرياضة حتى يتسنى له أن يستغلها في تحفيزهم على تطوير أدائهم على النحو الأفضل، فالممارسة لا تكون مثمرة وجيدة إلا إذا كان للتلميذ رغبة ودافع نحو الممارسة ، من خلال هذه الممارسة يتعلم ويكتسب العديد من المهارات الاجتماعية والقيم النبيلة، فالعديد من القيم الاجتماعية تظهر من خلال الأنشطة البدنية وخاصة في الرياضات الاجتماعية من جانب التكوين أو المنافسة. وتهدف دارستنا إلى التعرف والوقوف على دوافع ممارسة النشاط البدني الرياضي التربوي وعلاقته بالقيم الاجتماعية في الطور الثانوي، ومن هذا المنظور قسمنا دارستنا هذه إلى جانب تمهيدي والى بابين: الباب الأول تناولنا فيه الجانب النظري الذي يحتوي على أربعة فصول والباب الثاني والمتمثل في الجانب التطبيقي والذي يحتوي على ثلاثة فصول.
حيث تطرقنا في الجانب التمهيدي إلى صياغة الإشكالية والفرضيات، كما تم تحديد هدف البحث وذكر الدارسات السابقة التي لها علاقة بدارستنا، وأخي ا ر تطرقنا إلى تعريف أهم المصطلحات الواردة في البحث حتى نجعل القارئ يعرف جيدا ما نريد من وراء هذه المصطلحات الموظفة في بحثنا.
وتطرقنا في الجانب الأول الذي تناولنا فيه الجانب النظري إلى أربعة فصول:
الفصل الأول: تناولنا من خلاله النشاط البدني الرياضي التربوي.
الفصل الثاني: تناولنا فيه النشاط البدني.
الفصل الثالث: تمثل في القيم الاجتماعية.
الفصل الرابع: بما أن الدارسة تخص تلاميذ الطور الثانوي كان محور هذا الفصل يدور حول خصائص تلاميذ هذه المرحلة "المراهقة".
أما الجانب الثاني فتضمن الجانب التطبيقي للبحث وهو يضم الفصول التالية: الفصل الأول: يحتوي على منهجية البحث بصفة عامة، حيث تم فيه استعراض المنهج المتبع والتعريف بمكان الدارسة ثم عينة الدارسة وكيف تم اختيارها، ثم نتطرق إلى وصف الأداة المستعملة لجمع المعلومات وبعدها نتعرض إلى الأساليب الإحصائية المطبقة في الدارسة.
الفصل الثاني: ويحتوي على عرض وتحليل النتائج المحصل عليها.
الفصل الثالث: ويتناول مناقشة النتائج في ضوء الفرضيات إضافة إلى الاستنتاجات والتوصيات. الخاتمة.المراجع. الملاحق.