Abstract:
يشكل الإعلام الرياضي عنصرا أساسيا من عناصر أي مجتمع رياضي مهما كانت درجة تطوره ولذلك فإنه يدرس على أنه ظاهرة رياضية اجتماعية غير أن الإعلام الرياضي يستخدم في تعريف العالم الخارجي بحضارات الشعوب لما يعكسه من مقياس للرقي و الثقافة ، وفي ظل التقدم العلمي و التكنولوجي السريع في المجال الرياضي برزت أهمية الإعلام الرياضي في تعريف أفراد المجتمع بما يدور من أحداث وتطورات في هذا المجال وذلك في ظل الزيادة الكبيرة لأفراد المجتمع حيث لا يعدو أن يكون فرعا من ظاهرة كبيرة و شاملة ألا وهي ظاهرة الاتصال فالاتصال هو العملية التي يمارسها الإنسان مع الآخرين لتشير إلى تفاعله معهم بواسطة العلاقات والرموز التي تعمل على التغطية المباشرة للأحداث الرياضية من مسرح الحدث الرياضي المرئي ، إذ يعرف هذا الأخير إقبالا كبيرا من قبل المشاهدين والجماهير.
والإعلام الرياضي المرئي هو أكثر الوسائل تأثيرا في الناس، لأن النفوس تنجذب إلى ما تراه وتسمعه أكثر مما تقرأه، ولا يكاد يخلو منه منزل من تلفاز أو جهاز راديو، ولهذا فلا بد وأن نجعل هذا التلفاز والإذاعة وسيلة للوصول إلى عقول الناس بطريقة نحافظ بها على قيمهم ومبادئهم من خلال خطط إعلامية مدروسة وهادفة .
ومن أكثر الشرائح المجتمعية التي تعد أكثر إقبالا على متابعة هذا النوع من الإعلام شريحة المراهقين الذين نجدهم الأكثر تقبلا لما يعرض عليهم من منتوج إعلامي استنادا للدراسات التي أجريت في هذا المجال لدى الدافعية .
وتعد الدافعية الأكثر عرضة لهذا التأثير ، لأنها المسؤولة عن حدوث التغير في السلوك من خلال الإعلام المرئي (التلفزيون) قد تلعب الدافيعة دورا مهما في تحريك سلوك الإنسان وتوجيهه نحو وجهة معينة وإستشارة المراهق قد تتكون من عدة مؤثرات كالمحيط الأسري والمجتمع ، ويعتبر الإعلام الرياضي من أهم هذه المؤثرات أو حلقة مهمة من سلسلة متعددة الاتجاهات التي تتكون لدى المراهق دافع نحو سلوك معين ، ولنأخذ نموذجا واحدا من السلوك وهو مرتبط بممارسة التربية البدنية والراضية وتكون دافع خاصا باعتبارها وحدة من بنية متكاملة ، فالسلوك الرياضي جزء من وحدات
أ
تشكل السلوك العام في المجتمع انفصاله عنه بحسب طبيعة المنتوج ، فمن خلال ماسبق تبرز الحاجة الماسة للبحث في مدى تأثير الإعلام الرياضي المرئي في استثارة ممارسة التربية البدنية والرياضية ومدى ارتباط هذا الدافع لواقع المجتمع أو البرنامج الإعلامي الذي يتعرض له المراهق ، والذي يعرض عليه نماذج مختلفة من السلوكيات والقيم والشخصيات التي قد يتأثر بها شكلا أوسلوكا ، والتعرف على هذا الجانب يخدم المجتمع.
وتكون دافع المطالب بالإحفاظ على خصوصيته من النسخ الذي تسببه هذه المنتوجات لإعلامية الغربية عنه ، وسنحاول من خلال هاته الدراسة الكشف عن مدى تأثير الإعلام الرياضي المرئي في إستشارة المراهقين نحو ممارسة التربية البدنية والرياضية ، وما إذا كان لنوعية برامج الإعلام الرياضي المرئي التي يتعرض لها المراهق تأثيرا في تحديد التلفزيونية من ناحية الدافع ؟ ولهذا تم تقسيم البحث إلى بابين : الباب الأول خاص بالجانب النظري ومسقم إلى أربع فصول ، الفصل الأول خاص بالإعلام الرياضي المرئي ، وفصل عن الدافعية ، وفصل عن المرهقة ، وفصل عن التربية البدنية والرياضية أمــا الباب الثاني خـــــاص بالجانب التطبيقي ، ويتضمن فصلين ، فصل خاص بمنهجية و إجراءات البحث ، وفصل خاص بعرض وتحليل بحث الدراسة و مناقشتها.