واقع حفظ وصيانة المخطوطات بمكتبة زاوية عين اقلال بالجلفة

Abstract

و في الأخير، و من خلال دراستنا للموضوع الذي يحمل عنوان " واقع حفظ وصيانة المخطوطات بمكتبة زاوية عين اقلال بالجلفة "، يمكن استخلاص و عرض النتائج التالية: أن الجزائر تزخر بإرث ثقافي وحضاري مهم في جميع المجالات الدينية، والعملية والإجتماعية، وبطبيعة الحال فإن منطقة الجلفة كذلك لديها إرث حضاري وثقافي تمثل فيها هو موجود من آثار قديمة ويظهر أيضا من خلال محافظة المنطقة على انتماءها للعام العربي والإسلامي، والفضل كله إن لم نجزم أنه يرجع إلى انتشار الزوايا والطرق الصوفية بالمنطقة. إن لزاوية عين اقلال الدور الريادي في محاربة الجهل والأمية وتكوين النشأة فدورها الإصلاحي في فترة الأزمات التي مرت على الجزائر كان وجها لوجه ضد الاستعمار الراغب في تغيير هوية المجتمع الجزائري، فحافظت على تماسك المجتمع بمنطقة بويرة الأحداب، وذلك ببث القيّم الروحية والاجتماعية التّي تقوم مقام ملجأ للنّاس، فكانت منارة الإشعاع العلمي كما أنها كانت منبر الالتقاء والتواصل. اختلفت تعريفات المخطوط من حيث اللفظ والبناء لكن اتفقت من حيث المعنى، فكلمة مخطوط يمكن أن تنطبق أو تسقط على كل كتاب كتبه مؤلفٌ ما بخط يده، وتكون كتابة المخطوط قد تمت قبل الانتشار الفعلي لأدوات الطباعة الحديثة، فالمخطوطات هي الكتاب الذي كتب أو خُطّ باليد خلاف الكتاب المطبوع الذي أنجز باستعمال الآلة الطابعة . تميزت المخطوطات طبيعة هشة وحساسة لمختلف العوامل الخارجية التي تؤدي إلى تدهورها وإتلافها دائما ما كانت تتطلب كمية كبير من الاهتمام ومن أجل حمايتها والحفاظ عليها يجب وضع إستراتيجية شاملة وخطة واضحة في عملية الصيانة و الترميم بطرق لا تؤدي بالضرر عليه وكذلك توفير الشروط اللازمة لبقائه بدل تركه على الرفوف أو في الخزائن دون أي شرط من شروط الحفظ. ومن خلال هذه الدراسة وقفنا على حجم الضرر الذي طال هذه المكتبة، رغم محدودية المعاينة من حيث الزمن والعينات، ولكن استطعنا في الأخير الوقوف على جميع مظاهر التلف التي تكاد تكون كلها مجتمعة بهذا الصرح، وهو أمر ناتج عن الإهمال وكذا قدم بناية هذا الصرح، وعدم تكوين القائمين عليها، كما أنها تكاد تكون في حالة سبات من حيث النشاط والتسيير، ما يزيد من غياب المتابعة والصيانة المستمرة لهذه المخطوطات. في الأخير حاولنا طرح بعض التوصيات والاقتراحات التي نرى أنها فعالة ومناسبة لحالة هذه المكتبة، وهذا لا ينفي وجود قصور في ظل غياب تشخيص دقيق لطبيعة الأمراض التي مست هذه المخطوطات خاصة العمل المخبري والتحاليل، لذا نتمنى أن تكون هذه الدراسة أرضية لأعمال وبحوث أكثر دقة، وهذا لإيجاد حلول أكثر نجاعة.