نقد الميتافيزيقا في فلسفة نيتشه

Abstract

وفي نهاية هذا البحث المتواضع والذي استعرضنا من خلاله مختلف فصول البحث والذي قد جعلنا نقف عند محطات مختلفة لموضوعنا والذيكنا قد تناولنا فيه قضية الموقف النقدي الميتافيزيقي نيتشه نموذجا حيث يمكننا القول انه موضوع واسع ومتعدد حاولنا الالهام له والتطرق لأهم أجزائه وقد مكننا هذا الأخير إلى الوصول لعدد من النتائج والتي نعتقد انها مهمة والتي حاولنا إيجازها في النقاط التالية الاوهي: انه اي فكرة قد تظهر ويتسع مجالها لا بد لها من فكرة آخری تهزها وتجعلها بعد توهج وقوة او على الأقل نعترف بأنها لا تشكل سوى وجها منظوريا ضمن الوجوه الكثيرة والحال مع نيتشه مشابه وذلك من خلال موقفه من الميتافيزيقا . كانت مشروعية التجاوز وذلك في فكر نيتشه نستلزم نوع من المحاكمة والتي تعترف مسبقا بان أعماق المسائل الفلسفية هي مالا يمكن كشفه ولا حتى تحمل مشقة البحث فيها طويلة ذلك ان المعدن الذي يسكنها لا يحمل لونا ولا رائحة وهي الدلائل الفيزيائية التي يتعرف بها الانسان عليها . نيتشه ومن خلال ما عرضه لم يفكر ميتافيزيقا و لم يعتمد في فلسفته على أي من المرجعيات الميتافيزيقية التي عرفها التاريخ . واذ خرج عن جوامع الكلام التي نظمها افلاطون و قننها ارسطو واستثمرها فلاسفة لاحقون . و المنهج عند نيتشه هو منهج عکسي و هو بمثابة تحرر من التواطؤ المستبد عند الفلاسفة . حيث من اجل الوصول الى اليقين توجب عندهم الانطلاق من اللا معروف ومن المثال ومن مفهوم السمائي لبلوغ الغاية المرادة . أما نيتشه عنده للوصول إلى اليقين يجب التوجه إلى الاسفل وذلك عبر آلية القراءة الجينالوجية والتي تحفر فيما هو موجود و تبحث عن مفاهيم القيمة المتولدة باستمرار ليتبين لبس القناع . والمنهج هنا عند نيتشه يقتضي نوع من العزل الذي يتبعه تفكيك للأصول وتحديد لحقيقتها وادراك لها بكونها مجرد استثمار لمعنى وليس تفسير.وموضوع الفلسفة عند نيتشه هو "قول الجسد" والنوازع والتقاطعات العفوية بين الادراك والانصات والعين والاذن أي قول الفعالية الحديثة والتي احتقرها الفلاسفة واستبعدتها الانساق الفلسفية الميتافيزيقية لتستبدله بأوهام الفكر والروح . وختاما يمكننا القول بأن الجهاز المفاهيمي عند نيتشه هو جهاز عكسي ينفي المفاهيم المتعلقة بالعالم الآخر فبدل مفاهيم الجوهر والذات والهوية والوحدة والماهية يعتمد نيتشه في فلسفته على المفاهيم التعددية والصراع والصيرورة وهي مفاهيم تجعل الفعل الفلسفي ينفتح على مساحات جديدة وعلى دروب غير مطروقة وتحرص لكسر أغلال النسق الميتافيزيقي الي كبلته. ولايزال بحثنا هذا في حاجة الى الكثير من الدراسات وذلك لنكشف أسراره ، وما كانت دراستنا هذه سوى محاولة يسيرة ،ونتمنى ، أن نكون قد وفقنا ولو بجزء بسيط ويبقى الكمال لله سبحانه وتعالى.