Abstract:
تعتبر الصناعة التقليدية والحرف لدى كل شعوب العالم أحد مقومات الشخصية الوطنية الأساسية، لأنها تميز خصوصية المجتمع وهويته وأصالته كما تعبر عن تراكمات النتاج الحضاري لإنسان المنطقة الذي تفاعل مع الطبيعة بمقدراتها المحلية مبرزا قدراته الإبداعية في إنتاج ما هو بحاجة إليه للاستعمالات اليومية أو الموسمية .
وبذلك يعد الحفاظ على الصناعة التقليدية من صميم الحفاظ على التراث الاجتماعي كما يعد عنوانا للشخصية المعنوية لكل أمة، مما جعل كل دول العالم و منها الجزائر التي تولي أهمية كبيرة لهذا العنصر الحضاري من خلال التوجه العام للدولة.
يمكن للقطاع الحرفي من امتصاص البطالة وخلق فرص العمل وهذا بالوسائل البسيطة التي يحتاجها الحرفي في عمله ليمارس أي نشاط كما بإمكان القطاع أن يشكل نسيجا اقتصاديا للأسر المنتجة مما سيؤثر إيجابا على شبكة العائلات الاجتماعية من خلال رفع المستوى المعيشي و التكفل بالشباب مما يجعله مساهما في الحفاظ على هذه الفئة من كل أشكال الانحراف.
يمتلك القطاع الحرفي ميزة تنافسية كبيرة للخصوصية التي يتميز بها المنتوج الحرفي من منطقة إلى أخرى أو من بلد إلى آخر مما يجعل قابلية التسويق مضمونة في حال احترام المقاييس والجزائر بتنوع وثراء منتوجها الحرفي النابع من تنوع وثراء الثقافات المحلية بإمكان أن نجعل ذات القطاع رافدا اقتصاديا كبيرا لجلب الموارد المالية كنظيرتها في الدول الأخرى.
كما أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عادة ما تبدأ بالمؤسسات الحرفية الصغيرة، وبإمكان المؤسسات الحرفية أن تلعب دورا كبيرا في الإنتاج المحلي والدخل العام بفضل انتشارها الكبير وحاجة المواطن لها سواء فنية، تقليدية أو إنتاج مواد (خبازة، نجارة...) خدمات (صيانة، بناء....). بالإضافة إلى القدرة الكبيرة في امتصاص البطالة يعد مطلبا للمجتمع لاقتناء حاجته الأساسية اليومية فلا يمكن الاستغناء عليه في مختلف مفردات الحياة اليومية وبالتالي يعد الارتقاء به من خلال تحسين جودة المنتوج سلعة أو خدمة هو تحسين للمستوى احتراما للمستهلك وارتقاء بذوقه .
ومن خلال الدراسة الحالية نحاول التطرق إلى موضوع الصناعات التقليدية باعتبارها حلا مناسبا للحد من مشكلة البطالة و يتضمن هذا البحث أربع فصول هي كالأتي :
الفصل الأول: يتناول الجانب المنهجي ( الخطوات المنهجية المتبعة لإنجاز البحث ) .
الفصل الثاني : نتناول فيه أهمية الصناعات التقليدية انطلاقا من موضوع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ثم التعريف و الأهمية وصولاُ إلى واقع الصناعات التقليدية في ولاية الجلفة .
الفصل الثالث : نتطرق فيه الى مشكلة البطالة مع تشخيص وضع البطالة فى ولاية الجلفة.
الفصل الرابع: الذى يتناول الجانب الميداني الذي نقوم من خلاله بعرض النتائج ثم تحليلها بغرض التحقق من فرضيات البحث.