الشيخ ابو اسحاق اطفيش ومواقفه من القضايا العربية من خلال مجلة المنهاج "1925-1931"

Abstract

من خلال دراستنا لهذا البحث استطعنا الوصول إلى مجموعة من ملاحظات والنتائج الهامة والتي ندرجها في النقاط التالية : - كشف مجلة المنهاج للمخططات الاستعمارية في الحجاز وفلسطين حيث لم تترد الجريدة في إبداء رأيها نحو مختلف القضايا والأحداث التي عرفها الوطن العربي آنذاك حيث انتقدت المنهاج أمراء الجزيرة العربية على معاهداتهم مع بريطانيا التي كان الشيخ يقوم بتحليل معطياتها وإلحاقها باستنتاجات دقيقة ويفضح أكاذيب السلطات البريطانية وحقيقة نواياها في الاستيلاء على مقدسات المسلمين، كما استغلت الجريدة سقوط الدولة العثمانية ووصول الكماليين إلى الحكم والتي أظهرت من خلا لها معالم التفكك في الوطن العربي أمام الأطماع الأوربية والصهيونية في احتلال الأراضي الإسلامية . - اهتمام المجلة بقضايا المشرق العربي حيث نجد مقالات عديدة حول قضايا الحجاز وسورية وفلسطين إضافة إلى سقوط الدولة العثمانية بينما نجد أقلية من المقالات التي تعالج قضايا المغرب العربي عدا قضايا وادي ميزاب ومهما يكن من تفاوت في درجة الاهتمام لجريدة المنهاج بقضايا المشرق العربي إلا أنها تؤكد على الروح والشعور القومي والمصير المشترك بين شطري الوطن العربي، وقد تعكس لنا المقالات التي كان ينشرها الشيخ أبو إسحاق على مدى اهتمامه في متابعة الأحداث التي كانت سائرة في شبه الجزيرة العربية وفلسطين ولا شك في ذلك أنه راجع إلى القيمة الدينية والتاريخية لهذه المنطقة إضافة إلى مدى تعلق القراء بها وما يجري فيها من أحداث . -إن تأسيس المنهاج في مصر وبعدها عن الاستعمار الفرنسي كان له تأثير ايجابي على الشعب الجزائري بوقوفها مع قضايا الجزائر ونصرتها ودعمها ومناهضتها للمشاريع الفرنسية في وادي ميزاب، كما جلب لها تجنب الاصطدام مع السلطات الاستعمارية نوعا من الحرية في معالجة قضايا ميزاب . - سعت مجلة المنهاج إلى الدفاع والحفاظ على المقومات الأساسية للشخصية الإسلامية والعربية، وفي هذا الصدد فقد تصدت لمشاريع المسخ الاستعمارية كالفرنسة والإدماج ودعت المجلة إلى ضرورة الحفاظ على الوحدة العربية الإسلامية وفق الشريعة الإسلامية. - أن هجرة الشيخ أبو إسحاق إلى مصر كانت لها أثر كبير في مساره الفكري والسياسي حيث يسرت له القاهرة الأرضية الخصبة للمشاركة في النهضة العربية وأتاحت له الفرصة في التعرف على مجموعة من فطاحل ورواد النهضة العربية، ومن ثم كان دخوله في معترك الحياة السياسية فشارك في تأسيس عدة جمعيات ونوادي، كما كتب في الصحافة المشرقية وسير قلمه لنشر أفكاره الإصلاحية ويعتبر تأسيسه لمجلة المنهاج خطا مميزا لتعزيز الصحافة المشرقية ومنبرا هاما للعديد من العلماء في بث أفكارهم وإثراء المواضيع الهامة التي تهم العالم الإسلامي والوطن العربي، لهذا فقد حظيت مجلة المنهاج بمكانة هامة سواء كانت في المشرق أو المغرب العربي كما اعترف له المشارقة بمجهوداته واهتماماته بأوضاع الأمة العربية في ظل الإستعمار الأوربي . - يعتبر الشيخ اطفيش أحد الشخصيات التي وعت دورها في تعزيز الترابط الثقافي والفكري بين المشرق والمغرب العربي، فكان دوره قائما على اطلاع المشارقة بواقع المغرب العربي وثقافته وعاداته كما عرف المغاربة على التراث الثقافي والفكري لأعلام المشرق العربي ومن خلال كتاباته يمكننا أن نلاحظ أنه كان يعتبر هذا العمل جزء من الواجبات المستحقة على النخب الفكرية والثقافية العربية، وذلك لتوسيع دائرة التلاحم والترابط للتفاعل الحقيقي مع قضايا الأمة ومستجدات الأحداث السياسية في الوطن العربي والدولة العثمانية، وكذلك الانفتاح بوعي تام على بعضهم بعضاً متجاوزين السيطرة الاستعمارية التي عصفت بالجميع وظلت تستبد بساحة الفكر والثقافة.