Abstract:
يعيش الإنسان حياته اليومية في بيئة متغيرة باستمرار نظرا للتقدم في العلوم المختلفة ومن ثم يحاول أن يتکيف في حياته مع هذه المتغيرات ويستثمرها لصالحه وفي بعض الأوقات يصعب على الإنسان التوافق مع بعض الظروف المتغيرة في بيئته ولا يستطيع التفاعل معها مما يترتب عليه حدوث الضغوط التي تعد من عوائق هذا العصر حيث أصبحت الضغوط مظهرا طبيعيا من مظاهر الحياة الإنسانية لا يمکن تفاديها کما يعاني العاملون في المنظمة الواحدة ألوانا مختلفة من الضغوط في مختلف المستويات التنظيمية وتعد الضغوط في العمل من الظواهر التي لا يمکن تجنبها في المنظمات حيث إنها تؤثر على کافة أعضاء المنظمة سواء کانوا قيادات إدارية أم مرؤوسين ولکن بدرجات متفاوتة ويشهد العصر الحديث العديد من التغيرات والتطورات المتلاحقة في شتى المجالات الحياتية والتي تتسم بالتغيير السريع والمستمر والذي يصعب ملاحقته حتى أصبح هو السمة الواضحة لهذا العصر بل أن عالم اليوم بمختلف مجتمعاته المتقدمة والنامية أصبح في دوامة وصراع مع هذا التغيير الذي صار حقيقة في حياة المجتمعات والمنظمات والتي أسفرت عنها العديد من المخاطر والتهديدات.
وتتسبب ضغوط العمل في حدوث خسائر منها الخسائر المادية أو البشرية ومنها فقدان الثقة والتسرب الوظيفي وقلة الإنتاج وانخفاض الروح المعنوية لديهم وفي النهاية إفلاس المنظمة وتسريح العاملين فيها إذا کانت المنظمة خاصة أو إلغائها أو دمجها مع منظمة أخرى إذا کانتحکومية. حيث إن ضغوط العمل تؤدي إلى آثار سلبية على سلوک الأفراد والجماعات بالإضافة إلى أنها ترهق کاهل الاقتصاد الوطني والإدارة الواعية هي التي تهتم بالأفراد والجماعات الاهتمام الذي يمکنهم من أداء أعمالهم بکفاءة عالية .
ويستجيب الأفراد لتلک الضغوط بأساليب مختلفة فمنهم من تدفعه تلک الضغوط إلى المثابرة والجدية لتحقيق الأهداف المنشودة وقد تدفع بعضهم الآخر إلى الإحباط واليأس وانخفاض الإنتاجية وارتفاع دوران العمل، وبالتالي تواجه المنظمات ارتفاعا في نفقات الآثار النفسية والبدنية لضغوط العمل.