Abstract:
أولت الشريعة الإسلامية الأسرة اهتماما كبيرا، وحرصت على قيامها على الأساس الصحيح وهو الزواج ونهت عن المحرمات كالزنا والاغتصاب لأن حفظ العرض أحد مقاصد الشريعة الإسلامية، إلاّ أنه قد يحدث أن ينتهك العرض باغتصاب نساء المسلمات، فتجد المغتصبة نفسها حامل من اعتداء غاشم لا يد لها فيه وتحاول أن تصون شرفها وتوقف وصمة العار التي تلحقها وعائلتها جراء ذلك الحمل بالتخلص منه عن طريق الإجهاض، فتتوافر أركان جريمتين جريمة اغتصاب المرأة وجريمة إجهاض الجنين الذي لا ذنب له سوى أنه كان نتيجة اعتداء جنسي على أمه .
وعليه فالهدف من هذا البحث هو الوقوف على الأحكام التي تتعلق بإجهاض جنين الاغتصاب، وذلك من خلال معرفة رأي المذاهب الفقهية في حكم الإجهاض عموما وإجهاض جنين الاغتصاب خاصة، ومعرفة رأي الفقهاء المعاصرين من ذلك باعتبار الشريعة الإسلامية مصدرا رسميا لقانون الأسرة ، وكذا موقف التشريعات الوضعية من ذلك والمقارنة بينها فجرّم إجهاض جنين الاغتصاب بعد نفخ الروح إطلاقا إلاّ في حالة الضرورة، واختلف في حكم إجهاضه قبل نفخ الروح بين مؤيد ومعارض لذلك، كما اختلفت عقوبة ذلك من قانون لآخر.