Abstract:
لقد عرفت هذه الفترة المدروسة تحوالت عميقة في البنيات االجتماعية للمجتمع الج ازئري،
وقد اوجدت هذه التحوالت حاجزا منيعا بين االوربيين والجزائريين ال يمكن زعزعته كما
اثبتت ان امكانية التعايش بين الشعبين قد اضحت مستحيلة فالجزائر التي كانت تنمو
ديمغرافيا كانت حركتها االجتماعية واالقتبادية بطيئة جدا كما انها كانت تشهد جملة
اخرى من المشاكل التي استعص حلها، وقد توصلنا من خالل هذه المذكرة الى عدة نتائج
اهمها :
* ان الزيادة الديمغرافية التي كانت تعرفها الجزائر خالل الفترة المدروسة اعتبرت احدى
اعلى الزيادات الطبيعية في العالم وكنتيجة لذلك فقد أحس الج ازئريون بقوتهم من ناحية
األرقام وشعرو ا بقدرتهم في السيطرة على االوضاع في الجزائر وتكسير سلطة االوربيين،
مما خلق صراعا اجتماعيا بين رةقة الجزائريين وبين اقلية اوربية ضعيفة ديمغرافيا تملك
مفاتيح السلطة الفعلية.
* شهدت الجزائر في هذه الفترة ارتفاعا مضطردا في نسب المواليد كما شهدت في الوقت
نفسه تسار عا كبيرا في نسب الوفيات، وقد حدث هذه الظاهرة المتناقضة بسبب حرمان
اغلب العائالت الجزائرية من امكانيات الطب الحديث، زيادة على صفة الجزائريين
المتميزة بكثرة االنجاب خوفا من وفاة اغلب ابنائهم لتدهور الشروط البحية بالجزائر .
* بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه الج ازئريون على
االقل تحسين اوضاعهم تفاجؤو ا بتدني كبير في مستويات معيشتهم وتدهور خطير في
اوضاعهم، وحينها أدركوا بان حلمهم في تعليم اوالدهم ودخولهم الجامعات لن يتحقق،
وتبين لهم بأن فرنسا هي المسؤولة عن وضعيتهم المأساوية وليس كما اعتقدو ا من قبل
بأنه قضاء من عند هللا بسبب تصليهم عن تعاليم الشريعة االسالمية