Abstract:
الحركة الوطنية و تطورها يتضح لنا التماسك و التواصل بين الأحداث و التفاعل بين الأجيال و يظهر لنا هدفها المتمثل في التخلص من الإستعمار و سيطرته فبعدما كانت مجرد حركة سياسية خلال سنوات سالفة ( خلال الثلاثينيات ) تطالب بحقوقها بطريقة سلمية أصبحت تطالب بها بالقوة خاصة بعد حوادث 08 ماي التي بينت عقم العمل السياسي فشكلت حركات و أحزاب بارزة سواء كانت موجودة حلت سنة 1939 م فأعيد تشكيلها من جديد أو أحزاب جديدة ظهرت تستهدف الكفاح المسلح خاصة بعد إصدار قرار العفو العام .
فمن هذا المنطلق نقول أن حوادث 08 ماي 1945 رغم أنها مأسوية للجزائريين إلا أنها نقطة تحول كشف عن عقم العمل السياسي لوحده فاقتنع الجزائريون بأهمية الكفاح المسلح جنبا الى جنب مع العمل السياسي و قد تجسد هذا في إنشاء المنظمة الخاصة سنة 1947 م التي كان لها الدور البارز في الإعداد للثورة التحريرية الكبرى .
فحوادث 08 ماي هي الشرارة التي أضاءت طريق الكفاح المسلح و قطعت الطريق على أنصاف الحلول و كانت المنطلق الرئيسي للكفاح السياسي و المد الثوري و المنعطف التاريخي و كان أول نوفمبر 1954 م هو النتيجة الحتمية لهذه المسيرة و قد مرت الحركة الوطنية بعدت أزمات و صراعات داخلية كادت ترمي بها في أحضان الانشقاق و الصراعات الأهلية مثل ( أزمة القيادة ، الازمة البربرية ، أزمة انشقاق حركة انتصار الحريات الديمقراطية ) إلا أنها تجاوزت ذلك بواسطة حنكة بعض الزعماء و الشخصيات التاريخية الفذة أمثال مصالي الحاج الذي تزعم حزب الشعب ، حركة انتصار الحريات الديمقراطية التي انشق منها جناح عسكري يتولى مهمة الإعداد للعمل المسلح بزعامة محمد بلوزداد عرفت بالمنظمة الخاصة .
إلى جانب فرحات عباس الذي كان في البداية يطالب بالإدماج و إنشاء حكومة جزائرية مستقلة ذاتيا مرتبطة فديراليا مع فرنسا ثم أصبح يطالب بالاستقلال التام في النهاية إضافة إلى البشير الإبراهيمي الذي تولى الجانب الإصلاحي في الحركة الوطنية و تولى رئاسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى جانب شخصيات أخرى عملت من أجل تحقيق الاستقلال .
و خلاصة لكل ما سبق فأول نوفمبر ولد سنة 1939 م و بلغ سن الرشد في أحداث 08 ماي 1945 م و أصبح سيد نفسه في 1954 م .