Abstract:
التجارب النووية في الصحراء الجزائرية على سكان الجنوب توصلنا إلى مجموعة من النتائج أبرزها:
- تتميّز الصحراء الجزائرية بموقع استراتيجي هام، باعتبارها تمثّل همزة وصل بين أجزاء مختلفة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.
- كان للصحراء أهميّة بارزة على المستوى الاقتصادي كامتلاكها مساحة شاسعة، ممّا جعلها ذات موقع ممتاز لإجراء التجارب النووية وتطوير الأسلحة بالإضافة إلى امتلاكها عدّة معادن هامة كالبترول والغاز الطبيعي.....الخ.
- إنّ تغيير موازين القوى في العالم خلال القرن العشرين، أفرز سباقا رهيبا في ميدان التسلّح بين الدول، إذ لم تعد هناك قيمة لعدد المستعمرات وشساعتها بل أصبح عامل القوة الوحيد هو امتلاك السلاح النووي، لذا فقد سعت العديد من الدول لامتلاكه ومن بينهم فرنسا.
- لجأت فرنسا إلى الكيان الإسرائيلي لصناعة قنبلتها النووية، وتمّ صنع القنبلة النووية عبر ثلاث مراحل خلال سنوات (1945-1955).
- أجرت فرنسا 17 تفجيرا نوويا في الصحراء الجزائرية، 4 تفجيرات سطحية برقان و13 تفجيرا باطنيا بعين إيكر بتمنراست، تضاف إليها تفجيرات أخرى لم ترد في القائمة الرسمية للتفجيرات النووية واستمرت إلى غاية 1966م، وفي ذلك ادّعت فرنسا بأنّ منطقة رقان خالية من السكان وهو ادّعاء كاذب.
- ادّعت فرنسا أنّ ما قامت به في الصحراء الجزائرية هو عبارة عن تجربة إلاّ أنّ الواقع ينفي ذلك، حيث بلغت قنبلة 13 فيفري 1960 المسماة باليربوع الأزرق ثلاثة أضعاف قنبلة هيروشيما، هذه القنبلة التي صنعت المجد لفرنسا ودخلت بها النادي النووي العالمي.
- التجارب النووية في الصحراء الجزائرية تعتبر جريمة من جرائم الاستعمار الفرنسي التي خلفت عدّة أضرار، وعبّرت في نفس الوقت عن وحشية المستعمر الفرنسي الذي كان يدرك جيّدا المخاطر الصحيّة والبيئية.
- خلّفت التفجيرات النووية الفرنسية للصحراء الجزائرية آثار وخيمة على صحة الإنسان إذ تسببت له في العديد من الأمراض، منها مرض السرطان بأنواعه الذي عرف انتشارا كبيرا وسريعا في الأوساط السكانية، بالإضافة إلى أمراض العيون، والتشوهات الخلقية والأمراض النفسية.
- أثّرت التفجيرات النووية على البيئة، حيث تلوّث الجو والمجاري المائية وأحرقت النباتات وفتكت بالثروة الحيوانية.
- أصبح سكان الصحراء بعد التفجيرات الفرنسية يعيشون في وسط ملوث إشعاعيا، ذنبهم الوحيد أنهم يسكنون منطقة رقان وعين ايكر التي وقعت فيها التفجيرات النووية، ويبقى الصمت يلفّ الجريمة النووية، ما دام أنّ الخطر سيدوم لآلاف السنين (فهي جريمة مستمرة في الزمن).
- أمّا فيما يخص انعكاساتها على البيئة فكانت أيضا وخيمة تمثلت في الإشعاعات على بعض النباتات الصحراوية، ومازالت المنطقة إلى اليوم تعاني من التلوث الإشعاعي بما تحتويه من معدات وآلات وكذلك النفايات المشعة.
- لقيت هذه التجارب ردود أفعال مختلفة في الوقت الذي رحّبت بها الدول الغربية الداعمة لفرنسا.
- كما أوضحت هذه التجارب بما لا يدع مجالا للشك الوجه الحقيقي لفرنسا، وهو وجه أسود قاتم لا إنساني، يتغنّى بشعارات براقة لم تخرج من محيطه الفرنسي الضيّق.
- ما زالت فرنسا تخجل من جريمتها الشنعاء، فاتخذت لنفسها سياسة التعتيم، إذ ما زالت تخفي ذلك، لأنّ الأرشيف الخاص بهذه الجريمة قد كتب عليه اسم (سري للغاية).