الخلاصة:
منذ وطأت أقدام أول جندي من جنود الجيش الفرنسي أرض خليج سيدي فرج في صائفة 1830م لم تتوقف المقاومة عن التصدي للغزاة، فلم يكن لهيب الثورة ينطفئ في جهة من الجهات أو ناحية من النواحي إلاّ ليشتعل في جهة أو ناحية أخرى، فكانت ولا تزال هذه الثورة مثلا أجميع يحذو حذوه كل من أراد الحياة في ظلّ الحرية والكرامة، وقد كان هدف كلّ جزائري وفّي لوطنه من هذه الثورة التحريرية هو الحصول على الاستقلال والحرية، ونجاح ذلك كان لا بد من تنظيمها وتأطيرها من خلال مقررات مؤتمر الصومام الذي أقرّ تقسيم البلاد إلى ست ولايات تاريخية، فقد احتضنت المنطقة الصحراوية الثورة منذ تفجيرها، فكانت مقرا للعديد من الاجتماعات التي عقدها قادة المنطقة، كما عرفت هذه الولاية تنظيما جيدا من الناحية الإدارية والعسكرية في كافة مناطقها ونواحيها وخاصة منطقة الجلفة التي دارت على أرضها و في جبالها وسهولها أشرس المعارك وجبل بوكحيل شاهدا عليها، وكلّ شبر من الجلفة يحكي بشاعة ردود الفعل الهمجي للمحتلين، ولقنت فرنسا دروسا في الاستبسال والفداء والشجاعة بفضل أبنائها الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل الحرية والعيش في سلام ومن وبينهم المجاهد " بوبكر هتهات"، ومن هنا فقد كان موضوع دراستنا هو النشاط العسكري في الجلفة من خلال مذكرات "هتهات بوبكر".
