الخلاصة:
استعملت فرنسا الصحافة سلاح ذو حدّين لهدم الأفكار و تدمير العقول و تخريب المبادئ التي لا تتناسب مع مشاريعها من جهة، ثم يستخدم لبناء أفكار جديدة استعمارية تتلاءم و ما تخطط له لضمان مصالحها من جهة ثانية، لكن المثقفون الجزائريون أمثال الشيخ عبد الحميد بن باديس وغيره استغلوا الصحافة للرد على مشاريع فرنسا التخريبية فضحها من جهة ، و بناء جيل جديد يتشبع بمبادئه الوطنية و معالم الهوّيّة من جهة ثانية ، فأنفق كل ماله في فتح دار للطباعة و تأسيس مؤسسة صحفية بدأها بجريدة "المنتقد" التي كانت إسما على مسمّى ، فلم يسمح لها بالاستمرار، و أصدر الشيخ بن باديس جريدة ثانية على نفس المنهج و الخط ، و لكن بأسلوب مغاير و ثوب جديد ، إنها جريدة "الشّهاب " هذه الجريدة التي عاشت زهاء أربعة عشر سنة دون انقطاع ، صدر منها ما يقارب 178 عددا و تحولت إلى مجلة لأسباب مادية و تقنية ، و توقفت مؤقتا عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية سنة 1939 م حتى لا تتورط الجريدة في تأييد فرنسا في الحرب ، فتوقفت من تلقاء نفسها ، ثم توقفت نهائيا بعد وفاة صاحبها و مؤسسها الشيخ عبد الحميد بن باديس في 16 أفريل 1946م .مبدؤها إصلاحي ديني ودنيوي وتبحث في كل ما يرّقي المسلم الجزائري .إمتد صيت جريدة الشّهاب داخل الوطن و الى العالم العربي و بعض من دول العالم ، حتى أصبحت ثالث جريدة عربية بعد "مجلة العروى الوثقى" و "مجلة المنار"تتناول مواضيع دينية و اجتماعية و سياسية و تربوية وتعليمية و اقتصادية و حتى رياضية ، فهي شاملة جامعة لشتّى المواضيع و الأفكار.