الخلاصة:
لقد شهدت المرحلة الممتدة من 1947 إلى 1956 تطورًا جذريًا في مسار الحركة الوطنية المغربية، حيث انتقل النضال الوطني من الطابع السياسي والمطالبة بالإصلاحات، إلى حركة مقاومة شعبية شاملة، تُوّجت بالحصول على الاستقلال.
انطلقت هذه المرحلة بخطاب الملك محمد الخامس في طنجة سنة 1947، الذي عبّر فيه لأول مرة، بشكل صريح، عن تطلعات المغرب نحو الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية، وهو ما شكّل نقطة تحول في الخطاب الرسمي للدولة في وجه سلطات الحماية. وقد أعقب ذلك سلسلة من الأحداث الدامية، أبرزها مجازر 29 يناير و7 أبريل، التي أكدت وحشية القمع الاستعماري، لكنها في المقابل عززت وحدة الشعب المغربي حول الملك والحركة الوطنية.
كما عرفت هذه المرحلة تصاعد دور الأحزاب السياسية والنقابات، وتوسع العمل النضالي إلى فئات اجتماعية جديدة، منها الطلبة والعمال والنساء، مع بروز أشكال المقاومة المسلحة والتنظيمات الفدائية بعد نفي الملك سنة 1953. وقد كان لهذا الحدث (نفي محمد الخامس) أثر بالغ في تأجيج المقاومة وتدويل القضية المغربية، حيث أصبحت المطالبة بالاستقلال تحظى بدعم إقليمي ودولي واسع.
وفي ظل الضغوط الداخلية والمقاومة الشعبية والمساندة الخارجية، اضطرت فرنسا إلى الدخول في مفاوضات مع الملك محمد الخامس، أسفرت في النهاية عن عودة الملك في 1955، ثم الإعلان عن استقلال المغرب سنة 1956.