dc.contributor.author | زقعار, هنية | |
dc.date.accessioned | 2025-07-02T09:10:16Z | |
dc.date.available | 2025-07-02T09:10:16Z | |
dc.date.issued | 2025-07-02 | |
dc.identifier.uri | http://dspace.univ-djelfa.dz:8080/xmlui/handle/112/7327 | |
dc.description.abstract | إنّ التأمل في موضوع حدود اللغة وحدود الفهم في فلسفة فيتجنشتاين التحليلية يقودنا إلى إدراك التحوّل الجذري الذي أحدثه هذا الفيلسوف في مجرى التفكير الفلسفي المعاصر، من خلال تركيزه على البنية اللغوية للمعرفة، وتبيان كيف أن اللغة ليست مجرد وعاء محايد ينقل الأفكار، بل هي الإطار الذي يتشكل داخله الفهم الإنساني، وتنشأ من خلاله دلالات العالم ومعانيه. فقد بيّن فيتجنشتاين، سواء في مرحلته الأولى أو الثانية، أن العلاقة بين اللغة والفهم ليست علاقة عرضية، بل علاقة وجودية وأساسية. في المرحلة الأولى من تفكيره، وتحديدًا في كتابه "رسالة منطقية فلسفية" (Tractatus Logico-Philosophicus)، ينطلق فيتجنشتاين من تصور منطقي صارم للغة، حيث رأى أن اللغة تصف الواقع من خلال صور منطقية، وأن حدود اللغة المنطقية هي ذاتها حدود الفكر والمعنى. بناءً على هذا التصور، فإن ما لا يمكن التعبير عنه بلغة منطقية واضحة ومحددة لا يمكن التفكير فيه، وهو بالتالي ينتمي إلى مجال اللامعقول أو الصمت، كما صرّح في خاتمة كتابه بقوله: "ما لا يمكن الحديث عنه، ينبغي السكوت عنه". من هذا المنطلق، فإن الفهم الفلسفي هو مرادف للقدرة على التعبير الدقيق، وأي انحراف عن منطق اللغة هو انزلاق إلى العبث أو الهراء الفلسفي. غير أن فيتجنشتاين عاد في المرحلة الثانية، لا سيما في كتابه "بحوث فلسفية" (Philosophical Investigations)، ليعيد النظر في هذا التصور الصارم، مقترحًا مقاربة أكثر مرونة وحيوية للغة. فقد رأى أن اللغة ليست نظامًا مغلقًا من الرموز الثابتة، بل هي مجموعة من "ألعاب لغوية" ترتبط بأنماط الحياة المختلفة التي يعيشها الناس. وهكذا أصبح معنى الكلمة يُحدَّد من خلال استخدامها، لا من خلال تطابقها مع الواقع فقط. هذا التحول المفاهيمي فتح الباب أمام فهم جديد للحدود: لم تعد الحدود مجرد جدران منطقية تفصل الممكن عن اللاممكن، بل أضحت قواعد اجتماعية وثقافية تحدد كيف نفهم، وعمّا يمكن أن نتحدث، وفي أي سياق. النتائج والاستنتاجات الأساسية: 1. اللغة تحدد إمكانيات الفهم: يتبين أن الفهم لا ينفصل عن اللغة، بل يتشكل من خلالها. وما لا يمكن التعبير عنه بلغة مفهومة أو متفق عليها يظل خارج نطاق الفهم المشترك. 2. الحدود لا تُفهم بوصفها قيودًا خارجية فقط، بل كإمكانات داخلية: الحدود اللغوية لا تُقصي فقط، بل تسمح بإنتاج المعنى. فهي التي تجعل التواصل والتفكير ممكنين. 3. تعدد المعاني واختلاف السياقات: في فلسفة فيتجنشتاين المتأخرة، يتم التشديد على أن كل استعمال لغوي ينبثق من سياق معين، وأن المعنى لا يُفهم إلا من خلال الممارسة العملية، وهو ما يفضي إلى تلازم الفهم والواقع المعيش. 4. نقد النزعة الميتافيزيقية: من أبرز ما أسهمت به فلسفة فيتجنشتاين هو فضحها للأوهام الميتافيزيقية التي تنشأ عندما تُستعمل اللغة خارج سياقها الطبيعي، ما يؤدي إلى انزلاقات فكرية لا تنتج إلا عن سوء فهم لطبيعة اللغة نفسها. 5. تلاشي فكرة المعنى الثابت والمطلق: سواء من خلال نظرية الصور أو نظرية الألعاب اللغوية، فإن فيتجنشتاين قد وضع حدًا للتصور التقليدي للمعنى كشيء قارّ وثابت، وأحلّ محله تصورًا ديناميًا يتغير بتغير السياقات والاستخدامات. يمكن القول إنّ فلسفة فيتجنشتاين التحليلية قد نجحت في نقل مركز الثقل الفلسفي من المقولات المجردة إلى تحليل اللغة بوصفها الميدان الحقيقي للفهم. فحدود اللغة لا تُفهم بوصفها عوائق تعيق التفكير، بل كإحداثيات تسمح بوجود التفكير نفسه. ولعل أهم ما نخرج به من هذا المسار هو أن أي مشروع فلسفي، معرفي أو حتى أخلاقي، يجب أن يبدأ من تحليل اللغة، لأنها الحاضن الأول لكل محاولة لفهم العالم أو الذات. إنّ من يعي حدود لغته، يعي حدود عالمه، ومن يعي تلك الحدود، يتعلم كيف يُحسن التفكير، وكيف يتفادى الانزلاق في أوهام اللغة التي طالما أربكت الفلاسفة | en_EN |
dc.language.iso | other | en_EN |
dc.subject | اللغة - الفهم - فلسفة - فيتجنشتاين - التحليلية | en_EN |
dc.title | حدود اللغة وحدود الفهم في فلسفة فيتجنشتاين التحليلية | en_EN |
dc.type | Other | en_EN |