الخلاصة:
تُعدّ ظاهرة الجفاف من أخطر التحديات المناخية التي تواجه الجزائر في العقود الأخيرة، لما لها من آثار عميقة على الموارد الطبيعية، واستقرار الأنظمة البيئية، والأمن الغذائي والمائي. وقد فرض هذا الواقع على الباحثين ضرورة تبني مقاربات علمية دقيقة لفهم ديناميكية الجفاف وتطوراته المكانية والزمانية، باستخدام أدوات حديثة كالاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية
في هذا الإطار، تهدف هذه الدراسة إلى تحليل وتقييم ظاهرة الجفاف في الجزائر خلال الفترة الممتدة من 1959 إلى 2024، بالاعتماد على منصة Google Earth Engine ومؤشرات مناخية معتمدة(SPI، PDSI، AI ) تناولت المذكرة في فصلها الأول الإطار النظري والمفاهيمي للجفاف، أنواعه، وأثره البيئي والاقتصادي. أما الفصل الثاني، فقد ركز على المنهجية العلمية والأدوات التقنية المستخدمة في رصد وتحليل الجفاف، مع توظيف تقنيات الأقمار الصناعية والخرائط الزمنية. وفي الفصل الثالث، تم عرض وتحليل نتائج البيانات المناخية على مدى ستة عقود، أظهرت اتجاهًا تصاعديًا في شدة الجفاف وتوسعه نحو الشمال، مع بروز فجوة متزايدة بين التساقطات والنتح التبخري. كما تم رسم خرائط تصنيفية للعقود المناخية، بيّنت التحولات الجذرية في البنية المناخية للجزائر
خلصت الدراسة إلى أن الجفاف في الجزائر أصبح ظاهرة هيكلية وليست ظرفية، تستدعي استجابات استراتيجية مستدامة تشمل الإنذار المبكر، وتوجيه السياسات الزراعية والمائية، واعتماد خرائط مخاطر دقيقة لدعم القرار. كما أبرزت فعالية توظيف تقنيات الاستشعار عن بعد وGIS في دراسة الظواهر المناخية المعقدة، مما يجعل هذه المذكرة مرجعًا علميًا مهمًا في سياق التغير المناخي الوطني والإقليمي.