الخلاصة:
في ظل التحوالت المتسارعة التي يشهدها العالم في مجال تكنولوجيا المعلومات
واالتصال، أصبحت المكتبات العمومية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بتبني آليات
التطوير والرقمنة، من أجل الحفاظ على دورها الحيوي كمصدر أساسي للمعرفة والمعلومة.
وقد سعت هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على واقع استخدام تكنولوجيا المعلومات في
المكتبات العمومية لوالية الجلفة، من خالل تحليل وعي العاملين، وتحديد اإلمكانيات التقنية
المتوفرة، وكذا رصد أ هم التحديات والمعوقات التي تحول دون تطبيق فعال للتكنولوجيا في
هذه الفضاءات الثقافية.
ً لدى العاملين بأهمية تكنولوجيا المعلومات،
ً نسبيا
وقد أظهرت النتائج أن هناك وعيا
يقابله ضعف ملموس في التجهيزات المتوفرة، باإلضافة إلى مجموعة من العراقيل أبرزها
نقص التمويل، وضعف الصيانة، وغياب وسائل عرض وإرشاد رقمية، ناهيك عن تفاوت في
ة إلى إصالحات هيكلية
ّ
الكفاءات التقنية بين المكتبات. هذا ما يعكس الحاجة الملح
ومؤسسية، وإلى تبني سياسات واضحة تعزز من جاهزية المكتبات للتحول الرقمي.
إن تفعيل الدور التكنولوجي للمكتبات العمومية ال يرتبط فقط بتوفير األجهزة، بل
يتطلب رؤية استراتيجية شاملة تستند إلى التكوين المستمر، والدعم المالي المستدام،
والتخطيط اإلداري الرشيد. فالمكتبة الحديثة لم تعد تقتصر على حفظ الكتب، بل أصبحت
ُسهم
ا يوفر محتويات رقمية، ويتيح فرص التعلم الذاتي، وي
ً
تفاعلي
ً
فضاء في بناء مجتمع
المعرفة.
ا بمدى قدرتها على
ً
وعليه، فإن مستقبل المكتبات العمومية في الج ازئر يظل رهين
ًال
ا فعا
ً
التكيف مع المتغي ارت الرقمية، واالنخ ارط في ديناميكية التحديث، وهو ما يتطلب تنسيق
بين مختلف الفاعلين: من سلطات عمومية، وإدارات مكتبية، وشركاء تقنيين، لضمان نجاح
هذا التحول وتحقيق األهداف المرجوة منه في خدمة المواطن والمجتمع.