Abstract:
قضية تقنية أو إدارية فحسب،
ً
ّضح أن إشكالية الحدود لم تكن يوم
، يت
بل شّك الدولة الجزائرية. فمن لت إحدى الركائز الكبرى التي قامت عليها مفاهيم السيادة والهوية واًلنتماء في
ا، مرتب ًطا
ً
ا ومعقد
ً
ا متدرج
ً
ّن أن هذا المفهوم قد عرف تطور
بي
َ
ع مسار الحدود عبر م ارحلها المختلفة، ت
ّ
خالل تتب
بالتحوًلت التي شهدها المجال السياسي في الجزائر، من العصور القديمة إلى المرحلة اًلستعمارية.
ة الحدود من حيث المفهوم العام، واألنواع المختلفة، سواء
ّ
ففي الفصل األول، تم التطرق إلى ماهي
الطبيعية أو البشرية أو السياسية، مع إبراز األهمية السياسية واًلجتماعية واًلقتصادية التي تحتلها الحدود
في بناء الدولة الحديثة وتنظيم عالقتها بمحيطها الخارجي. وقد تم التأكيد في هذا الجزء على أن الحدود لم
تكن ثابتة في مضمونها، بل كانت تخضع لسياقات تاريخية وثقافية متغيرة.
ا
ً
أما الفصل الثاني، فقد تناول تطور الحدود الج ازئرية في الم ارحل التاريخية ما قبل اًلستعمار، بدء
ا بالعصر
ً
ّز المجال الحدودي بطابع إداري عسكري مرن، مرور
من العصر الفينيقي والروماني، حيث تمي
، وصوًًل اإلسالمي الذي اتسم باتساع المجال وارتباطه بالخالفة دون وجود ترسيم دقيق إلى المرحلة العثمانية
ّر موازين القوى
ا، وإن ظلت نسبية، بحكم اعتماد نظام البايلكات وتغي
ً
ا سياسية أكثر تنظيم
ً
التي عرفت حدود .
ا في تشكيل الحدود الج ازئرية الحالية، وهي مرحلة
ً
عالج المرحلة األكثر تأثير
ُ
وجاء الفصل الثالث لي
ا جديدة
ً
اًلحتالل الفرنسي، حيث فرضت فرنسا، عبر المعاهدات والق ار ارت واًلنقسامات اإلدارية، حدود
قطعت اًلمتداد التاريخي والقبلي للج ازئر مع جي ارنها، سواء من الشرق )تونس وليبيا(، أو الغرب )المغرب
ّن أن هذه الحدود اًلستعمارية، رغم اًلعت ارف الدولي بها
وموريتانيا(، أو الجنوب )مالي والنيجر(. وقد تبي
نتج تحديات سياسية وأمنية واجتماعية إلى يومنا هذا، خاصة في ظل هشاشة بعض
ُ
بعد اًلستقالل، ًل ت ازل ت
الدول المجاورة وامتداد الجماعات العابرة للحدود .
70
على ما سبق، يمكن تسجيل أبرز النتائج التالية
ً
وبناء :
ً 1 .ا لمفهوم سيادي محض، بل نتيجة لتفاعالت تاريخية طويلة، كان
إن الحدود الج ازئرية ليست نتاج
للسياسات اًلستعمارية فيها الدور الحاسم في إعادة تشكيلها.
2 .أن النظام الحدودي الفرنسي في الجزائر اعتمد على منطق القوة والتقسيم، أكثر مما اعتمد على
ا عميقة على البنية المجتمعية للمناطق الحدودية
ً
الواقع اًلجتماعي أو الجغ ارفي، وهو ما ترك آثار .
3 .أن الحدود مع الدول المجاورة ًل تزال إلى اليوم محور إشكال سياسي وأمني واقتصادي، نتيجة
ُرض دون استشارة السكان، وغياب إ اردة حقيقية لتجاوزه بعد
الموروث الحدودي اًلستعماري الذي ف
اًلستقالل.
ًقا دون العودة إلى الخلفيات
4 .أن فهم اإلشكاًلت المعاصرة للحدود الج ازئرية ًل يمكن أن يكون دقي
ُحتم دمج البعد التاريخي في أي مقاربة سياسية أو أمنية
التاريخية التي صنعت هذا الواقع، وهو ما ي
للحدود .