Abstract:
یعتبر المورد البشري محل اهتمام المنظمات الرائدة التي أضحت تعتمد على الید العاملة المؤهلة وتعمل على تطویرها من خلال أنظمة التكوینوالتعلیم المعتمدة في إعداد قوى العمل واستثمارهااستثمارا فعالایساهم في تحقیق أهدافها ورهاناتها من أجل تحقیقالفعالیة وللحفاظ على توازن النسق التنظیمي بوجه عام .
والمنظمة الصحیة وعلى غرار كافة المنظمات الرائدة تولي أهمیةالتكوینكبدیلاستراتیجي لصناعة التمیز في الأداء من خلال استقطاب الید العاملة المؤهَّلة التي تعتمد علیها في تدبیر أمورها لاسیما ما یتعلق منها بتقدیم الخدمات التمریضیةوالعلاجیة لذوي الحاجة إلیها.
وضحت الدراسة بشقيها النظري والميداني، أن التكوين يُعدّ ركيزة أساسية في تعزيز كفاءة المورد البشري وتحقيق الأداء الفعّال داخل المؤسسات الاستشفائية، ولا سيما في قطاع الصحة الذي يعتمد بدرجة كبيرة على جاهزية وكفاءة العاملين شبه الطبيين.
فقد أظهرت نتائج الدراسة أن للتكوين أثرًا إيجابيًا ملحوظًا على أداء العاملين، سواء من حيث تحسين مهاراتهم المعرفية والعملية أو من خلال مساهمته في تحقيق الرضا المهني، وإن كان بشكل نسبي. كما تبرز الدراسة أهمية التكوين المستمر كخيار استراتيجي تتبناه المؤسسات الرائدة لضمان التكيف مع متطلبات البيئة المتغيرة.
بينت هذه الدراسة إلى أن التكوين المهني، يُعدّ عنصرًا أساسيًا في تعزيز الأداء الفردي والجماعي للعاملين في القطاع الصحي، فقد أظهرت النتائج أن برامج التكوين تساهم بوضوح في تنمية الكفاءات، وتحسين جودة الخدمات الصحية، وزيادة التفاعل الإيجابي داخل بيئة العمل.
كما تبين أن التكوين لا ينعكس فقط على الأداء المهني المباشر، بل يلعب دورًا مهمًا في رفع معنويات العاملين و ثقتهم، وتعزيز رضاهم الوظيفي، وتحفيزهم على الالتزام والانخراط في تحقيق أهداف المؤسسةومع ذلك، فقد كشفت الدراسة أيضًا عن بعض العوائق البنيوية والتنظيمية التي تعيق فعالية برامج التكوين، أبرزها غياب أنظمة تحفيز مناسبة، وضعف الربط بين برامج التكوين ومسارات الترقية المهنية،.
هذه الإشكاليات تفرض على الجهات المعنية إعادة النظر في سياسات التكوين وتكييفها بما يضمن تلبيتها الفعلية لحاجيات العاملين ومتطلبات التحولات المتسارعة في القطاع الصحي، سواء من حيث التكنولوجيا أو التنظيم
ولذلك فإن تبني مقاربة استراتيجية شاملة للتكوين، قائمة على تشخيص دقيق للاحتياجات، وتقييم دوري للنتائج، وربط وثيق بالتحفيز والترقية، بات ضرورة مُلحّة لتحسين الأداء المهني وضمان جودة الخدمات الصحية المقدّمة.
التوصيات والاقتراحات:
_ ينبغي توفير برامج تكوينية متخصصة تلبي احتياجات الموظفين في مجالات عملهم المحددة بما في ذلك البرامج القصيرة والبرامج التدريبية الطويلة مع التركيز على المهارات التقنية والمهارات الشخصية.
_ التطور والتحسين المستمر للبرامج التكوينية من أجل دوام الفعالية ،متابعة المدرب المكون ما تلقاه المتكونين أثناء التكوين لإدراك نقاط الضعف وتفاديها ومعرفة نقاط القوة والاستمرار في تطويرها .
_ لا بد من ربط التكوين بالترقيات والحوافز المادية والمعنوية مما يرفع دافعية العمل ويشجع العمال على المشاركة الفعالة في برامج التكوين والسعي لتحقيق الأداء المتميز في انجاز المهام الموكلة إليهم.
_ من الضروري تشجيع التعاون وتبادل الخبرات بين الموظفين من خلال تنظيم ورش عمل جماعية وتشكيل فرق عمل متخصصة.
_ على المسؤولين داخل المؤسسات الاستشفائية تشجيع المبادرة والابتكار بين الموظفين من خلال توفير فرص للتفكير الإبداعي وتطوير حلول للمشاكل التي تواجههم.
_ مواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالتكوين عن بعد.
_ إعادة النظر في سلم الرواتب والأجور وكيف يمكن لها أن تساير متطلبات المعيشة لتحصيل اكبر قدر من رضا العاملين .
في الأخير ومن وجهة نظري الخاصة إن الإدارة الناجحة تقاس بقيمة مسيريها وان الأخذ بآراء العمال واحتياجاتهم كفيل بان يجعل هياكلنا الادارية تتسم بالبساطة والوضوح وخاصة المؤسسات الصحية