دور وسائل التواصل االجتماعي في تشكیل اليویة الثقافیة لمشباب

Abstract

قد جاءت ىذه الدراسة لتسميط الضوء عمى أحد أبرز التحوالت االجتماعية والثقافية التي يشيدىا العصر الرقمي، والمتمثؿ في تأثیر وسائل التواصل االجتماعي عمى اليویة الثقافیة لدى الشباب .وقد انطمقت الدراسة مف إشكالية جوىرية مفادىا : إلى أي مدى تسيـ وسائؿ التواصؿ االجتماعي في إعادة تشكيؿ اليوية الثقافية لمشباب؟، وذلؾ في ظؿ الت ازيد المطّرد الستخداـ ىذه الوسائط في الحياة اليومية. في الفصل األول تـ وضع اإلطار العام لمدراسة ، حيث تـ تحديد اإلشكالية، األىداؼ، أىمية الدراسة، أدواتيا المنيجية، إضافة إلى عرض الخمفية النظرية والمفاىيـ المركزية ذات العبلقة. وكاف ىذا الفصؿ بمثابة مدخؿ تأسيسي ضروري لفيـ السياؽ العاـ الذي تتحرؾ فيو الدراسة. أما الفصل الثاني ، فقد تناولنا فيو ماىیة وسائل التواصل االجتماعي ، مف حيث تعريفيا، نشأتيا وتطورىا، وآليات استخداميا. نا كيؼ أف ىذه الوسائؿ أضحت ّ وقد بي ليست فقط أدوات لمتفاعؿ والترفيو، بؿ منابر لبناء الرأي وتشكيؿ االتجاىات والقيـ، وىو ما يمنحيا قدرة تأثيرية بالغة في تشكيؿ أنماط التفكير لدى الشباب. في الفصل الثالث، تعمقنا في تحميؿ مفيوم االغتراب الثقافي باعتباره أحد المظاىر التي يمكف أف ترافؽ استخداـ وسائؿ التواصؿ االجتماعي، وخاصة عندما يحدث تصادـ بيف القيـ الثقافية المحمية وتمؾ القادمة مف بيئات رقمية عابرة لمحدود. وقد تـ التطرؽ إلى مظاىر ىذا االغتراب، أسبابو، وانعكاساتو عمى اليوية الثقافية، السيما ًضا لمتأثير الرقمي لدى الفئة الشبابية األكثر تعر . أما الفصالن الرابع والخامس ، فكانا تطبيقييف، حيث تـ تنفيذ دراسة ميدانية عمى عينة مف الطمبة الجامعييف، لقياس مستوى استخداميـ لوسائؿ التواصؿ االجتماعي، وطبيعة المحتوى المتداوؿ بينيـ، ومدى تأثرىـ الثقافي بيذا المحتوى، ا ً ا أو إيجاب ً سمب . وقد أظيرت نتائج الدراسة أف ىناؾ بالفعؿ عبلقة ارتباط بيف كثافة خاتمة 144 استخداـ وسائؿ التواصؿ االجتماعي وظيور بعض التغيرات في عناصر اليوية الثقافية لمشباب، سواء عمى مستوى المغة، المظير، أو المرجعية القيمية. ا ً ا عمى ما سبؽ، يمكف القوؿ إف وسائؿ التواصؿ االجتماعي تؤدي دور ً وتأسيس ا في تشكيؿ اليوية الثقافية ً ًص مزدوج : ا كبيرة لمتعبير عف فيي مف جية تتيح فر االنتماء الثقافي وتعزيز الوعي بو عبر المحتوى المحمي، لكنيا مف جية أخرى تفتح الباب أماـ التأثر المتزايد بثقافات أجنبية قد تؤدي إلى نوع مف االنفصاؿ أو االغتراب عف الثقافة األصمية، خاصة في غياب وعي نقدي أو رقابة ذاتية. ف كانت قد وفرت إجابات مبدئية حوؿ العبلقة بيف اإلعبلـ الرقمي إف ىذه الد ارسة، وا ا تستكشؼ ىذا ً واليوية الثقافية، إال أنيا تفتح المجاؿ أماـ د ارسات مستقبمية أكثر تعمق التأثير في ظؿ التغيرات المتسارعة التي يشيدىا الفضاء الرقمي واالتصاؿ االجتماعي.