Abstract:
إن المتتبــع لبحثنــا المتواضــع يالحــع أن اقلــيم وادي ريــغ الممتــد مــن شــط ملغيــغ إلــى رأس
الـوادي ، أي مـن شـمال واليـة المغيـر إلـى جنـوب واليـة تقـرت عاصـمة واد ريـغ كمـا ذكرهـا ابـن
خلـدون فـي كتابـه . حيـث نلمـس وبشـكل واضـح أن المنـاخ وجغ ارفيـة المنطقـة والتـ ارث المـادي
وغيـر المـادي والعـادات والتقاليـد كلهـا موحـدة علـى اخـتالف طفيـف مـن منطقـة ألخـرى وحتـى
التركيبة السكانية الغالب عليها العنصر الحشاني .
أما عن اللباس موضوع بحثنا وخصوصا بخمـار العـروس ، فكـان أيضـا متقـارب خاصـة فـي
طريقـة إعـداده ، وكـذلك الطقـوس والزيـارات فـإذا كانـت العـروس التماسـينية كانـت تقصـد البحيـرة
والزاوية ، فقد قصدت عروس جامعة بحيرة عين الزرقـاء ، وقصـدت عـروس المغيـر بحيـرة شـط
ملغيغ ..إلخ . فهذا الشبه في الحياة اليومية وفي المناسبات وفي كل شـيء يوضـح قطعـا وحـدة
وعالقة وتركيبة سكان وادي ريغ . وكان لباس المـرأة رنـذاك محتشـم فـي كـل المنطقـة ، وبخـروج
المرأة للعمل بات هناك نوع من اللباس مغاير عـن الـذي تلبسـه المـرأة التقليديـة الماكثـة بالبيـت ،
لكــن هــذا الــنمط الســائد قــديما ال تــزال تحــافع عليــه الجــدات فــي لباســهن أيضــا مــن المــوروث
الثقافي للمنطقة حيث تلبسه العرائس في حفل الزفـاف أو بمـا يسـمى البخمـار الـذي يعتبـر أكثـر
مــن كونــه مجــرد لبــاس أو حلــة ، فهــو ذاكــرة حيــة تنســج خيــوط الماضــي بالحاضــر ، ويجســد
ارتبــاط المــرأة الصــحراوية بتراثهــا وهويتهــا ، ورغــم الحداثــة مــازال هــذا العنصــر يحظــى بمكانــة
الخاتمة
[95]
مقدسة في األعراس والمناسبات والتشريفات ، ليحكي لنا قصص وتـراث األجـداد ويـزين عـرائس
الحاضر والمستقبل