الخلاصة:
شهد العالم في السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الاضطرابات النفسية والضغوطات الاجتماعية، وهو ما يجعل من قضايا الصحة النفسية أولوية ملحّة تتطلب حلولاً مبتكرة وشاملة. وفي مجتمعاتنا العربية، لا تزال هذه القضايا تواجه تحديات كبرى، من بينها ضعف التوعية، وصمة العار المرتبطة باللجوء إلى الأخصائي النفسي، وندرة المؤسسات والخدمات المتخصصة، الأمر الذي يُسهم في تفاقم المعاناة النفسية لدى الأفراد من مختلف الفئات.
في المقابل، أتاح التطور التكنولوجي وانتشار الوسائط الرقمية إمكانيات واعدة في ميدان الدعم النفسي ، حيث أصبحت المنصات الإلكترونية تلعب دورًا مهمًا في تقريب الخدمات النفسية من الأفراد، خاصة في البيئات التي تعاني من نقص في عدد الأخصائيين النفسيين أو صعوبة الوصول إلى العيادات النفسية. وهي خدمات تسد فجوة كبيرة وتلبي حاجة حقيقية لمرافقة نفسية متخصصة وآمنة.
من هذا المنطلق، جاءت فكرة مشروع منصة يستشير كمبادرة رقمية مبتكرة تجمع بين الاستشارة النفسية، والدورات التدريبية والتعليمية في مجالات الصحة النفسية، وذلك بالاعتماد على مبادئ علم النفس العيادي. تهدف هذه المنصة إلى تعزيز الصحة النفسية لدى الأفراد، والوقاية من الاضطرابات النفسية، عبر تقديم خدمات مبنية على أسس علمية، يشرف عليها مختصون مؤهلون، ضمن بيئة رقمية مرنة تحترم خصوصية المستخدم وتتيح له التفاعل والاستفادة في أي وقت ومن أي مكان.
إن أهمية هذا المشروع تكمن في قدرته على الاستجابة لحاجات حقيقية لدى فئات واسعة، خاصة الطلبة، والأسر، والأساتذة في ظل الافتقار إلى مرافقة نفسية ميدانية فعالة. كما أنه يجمع بين البعدين العلاجي والتكويني، ما يجعله نموذجًا واعدًا لمؤسسة ناشئة ذات رؤية إنسانية واجتماعية.
وفي هذا الجزء النظري سنتمكن من معرفة ماهية علم النفس والتكوين ،وأهمية تجديد المعارف، الاستشارات النفسية عن بعد. المقابلة النفسية ، والفحص النفسي عن بعد والخدمة النفسية عبر الانترنت كل هذا سنتطرق اليه من خلال مشروعنا المبتكر.
