الثورة الجزائـرية في عامها الرابع دراسة وتحليل

Abstract

لقد أظهـرت الثورة منذ اندلاعها بأنها حركة منظمة وواعية، وليست عملا فوضويـا وتخريبيا وعشوائيا يائسا، فأذاعت بيانها الأول، الذي أعلنت فيه للعالم أهدافها ووسائلها الشرعية، كما أذاعت البيان الذي عرفت فيه جيش التحرير الوطني وأهدافـه، وسبل كفاحه. وبعد ذلك زودت نفسها بهياكل ومؤسسات فعالة، تضمن بها الاستمرار والنجاح، وأنجزت مهمات عسكرية وسياسية، على المستويين الداخلي والخارجي، في غاية من الدقة والتخطيط الذكي، ولم تعد لحكومات الجمهورية الرابعة القدرة للقضاء على الثورة الجزائرية التي مر على اندلاعها أربع سنوات، حيث تميزت هذه الاخيرة بما يلي: -ان تبلور الوعي لدى الشعب الجزائري بضرورة تغییر الأوضاع المزریـة التـي كـان یعـیش فیهـا كان من أهم العوامل التي أدت إلى صمود ونجاح الثورة عموما. -إن الارتباط الشديد بین الجناحينالسياسيوالعسكري والرغبـة الشعبية فـي تغییـر الأوضـاع أثنــاء قیــام الثــورة التحريرية أضــفى علیهــا إســتراتیجیة عســكریة فاقــت الإســتراتیجیة الفرنســیة فــي العزیمـة والإرادة رغـم قلـة الوسـائل والأسـلحة الأمـر الـذي جعـل السـلطات الفرنسـیة تعجـز عـن التصدي لها. -رغم كل الأعمال القمعية في المنطقة المستقلة، تمكنت جبهة التحرير الوطني خلال ما سمي " بمعركة الجزائر" من السيطرة على حي القصبة وإقامة حتى مخبرا لصناعة القنابل الموقوتة، واستمرت عمليات إلقــاء المتفجــرات فــي العــاصمة عدة أشهر، وخلقت جواً من الرعب وعدم الاطمئنان فيها لأكثر من سنة كاملة. -إن " معركــة الجزائر " هي مرحلة مظلمة عاشت فيها العاصمة مختلف أنواع التعذيب والقمع المسلط من طرف العسكريين الفرنسيين للقضاء على التنظيم الثوري للمنطقة المستقلة. -ان سياسة الاستعمار الفرنسي وحشيته أثناء " معركة الجزائر " قام بتقديم القضية الجزائرية بطريقة حقيقيــــة، فالكثير تساءل حــــول شرعيـــة هذه الحرب و أصبحت فكـرة استقلال الجزائر