الخلاصة:
لقد اصبحت الحوكمة المصرفية من الموضوعات الهامة على كافة المؤسسات و المنظمات الاقليمية و الدولية، و ان تشابك الاقتصاد العالمي لا يترك اي مؤسسة مالية و خاصة الاسلامية بمامن عن التطورات الدولية بدليل الانعكاسات السلبية التي تركها انهيار الشركات العملاقة في الازمات المالية في دول شرق اسيا و امريكا الاتينية و روسيا في عقد التسعسنات من القرن العشرين، و كذلك ما شهده اقتصاد الولايات المتحدة من الانهيارات المالية و المحاسبية لعدد من الشركات الامريكية العالمية خلال عام 2002 ، و الذي افقد صغار المساهمين ثقتهم بالاستثمار فس الشركات الكبيرة ، و في هذا الاطار تعالت الصيحات المنادية بضرورة الحوكمة من اجل اصلاح و تطوير الاسس التي تراقب بها المؤسسات ، و كون امتدادات المصارف الاسلامية تتخطى حدود البلدان الاسلامية ، الى اوروبا و امريكا ، و الشرق الاقصى ، فكان من الطبيعي ان تتاثر و تؤثر في البيئة الاقتصادية التي تتواجد بها ، هذا بالاضافة الى دخول الشركات المتعددة الجنسية في اطارها الاستثماري الى الاسواق الغربية و الاسلامية و في عناوين اسلامية . و من ثم فان التحدي الذي يواجهه الشركات اليوم هو ضرورة التحرك لتفعيل الحوكمة و تطبيقها بالطريقة الصحيحة و ليس بانتضار فرضه من الجهات الرسمية . و في هذا التحقيق نحاول استكشاف الموضوع من جوانبه المختلفة و البحث عن المفهوم الاسلامي للحوكمة .