Abstract:
فهذه الرسالة في موضوع الدرس الدلالي بجانبيه النظري والتطبيقي وهذا العلم حديث من حيث التسمية والضارب في تراثنا العربي قديما من حيث التناول فاخترت لهذه الدراسة نصين شعريين من كتاب القراءة للسنة الثالثة ثانوي علمي واجريت عليهما مقاربة دلالية .
ووقع الاختيار على شاعرين كبيرين ابن الوردي و إيليا ابو ماضي فهما مثالين لشاعرين متميزين , كما ان هناك فارق زمني بينهما لعلنا نلتمس بعض التغيرات الدلالية نتيجة السيرورة الزمنية , ورأيت هذا الاختيار يخدم موضوع الرسالة , في البداية وان في مرحلة ليسانس تعذر عليّ الأخذ باطراف علم الدلالة لأجمع مفاهيم مرتبة لتكتمل لديّ صورة مكتملة لهذا العلم , مما كان سببا في طرح عدة تساؤلات في البداية , ولأنه لا يخلو أي مقياس من مقاييس اللغويات ولا حتى الأدبيات الاّ وللفظة الدلالة حظ وافر , فالتبست عليّ مصطلحات متقاربة في المعنى ( الدلالة , المعنى , الرمز ....)
فكان هذا الأختيار سببت على الاسرار في الغوص في كتب تناولت موضوع الدلالة فرحت اسبر اغوارها لأجد الإجابة على التساؤلات لعلها تكون شفاءا لما في نفسي ونفسي الكثير من الدارسين وخاصة ان هذا العلم له حظ كبير في الدراسة الغربية الحديثة ولنا فيه باع قد يكون اكبر في تراثنا وخاصة ماهو متصل بعلم الفقه واصوله وعند اللغويين الاوائل , وهذا لا يعني ان ماعندنا قليل ولا يشفي سؤال العليل, انما لم نعط لتراثنا حقه ولم نقدّر جهد القدامى من العربية فقد بذلوا جهودا مشكورة ومحمودة و ابانوا عبقرية عربية فذة , فقد شمروا على ساعد الجد , فكان دافعهم فهم الكتاب العزيز و الابانة على مدلولاته ومعانيه المتجددة في زمان ومكان والحفظ له من التحريف والتغيير , حتى لا يسع المؤولون ان يؤولوا بغير دليل وضبط المعاني بالالفاظ التي تكون حمالة أوجه .