الخلاصة:
يعتبر المسرح من بين الوسائل الإعلامية الجماهيرية الأهم و الأقوى تأثي ا ر على المتلقي
، بقدرته على تغيير بعض الأنماط السلوكية السائدة في المجتمع ، و اكتساب عادات و
قناعات جديدة ، و العبرة فيه ليست بالوسيلة – و إن كان له دور – بل في الرسائل
الإعلامية الذي تتضمنه ، و يعتبر المسرح من بين الأشكال الب ا رمجية الذي لاقى و
يلاقي إقبالا جماهيريا بسبب ما يعرضه من نماذج و شخصيات و قصص، و استخدامه
لعناصر الجذب و التشويق، ما يعزز الدور الاجتماعي لها خاصة تك ا رر الرسائل و الأنماط
السلوكية و القيم الذي يعرف المشاهد بواقعه و تساهم في عملية الغرس لهذه القيم.
لأن المسرح في مفهومه العام ، هو العمود الفقري للحركة الفنية ، و هو المرآة التي تعكس
تطور الشعوب ،و درجة هذا التطور ينطلق من إ ا ردة البحث المستمر عن مغامرة جديدة
تخترق ثوابت ال ا رهن الموضوعي، وثوابت الأشكال الفنية، تبدأ هذه المغامرة بالكلمة المكتوبة
وتمتد عبر لغة الجسد وسينوغ ا رفيا العرض المسرحي، وبهذا فإن الإخ ا رج ليس عملاً فانتازياً
يعمد فيه المؤلف والمخرج إلى الخروج عن المألوف أو اخت ا رق المجهول فحسب، وانما هو في
جوهره تعبير ظهرت الوظيفة الإخ ا رجية مع ميلاد الظاهرة المسرحية عند الإغريق وقبل ظهور
المخرج بشخصيته التي نعرفها اليوم، إلا أنها كانت لا تتعدى تنظيم مفردات العمل المسرحي
وادارة عناصره وكان الشاعر المسرحي –تلقائيا- يضطلع بوظيفة الإخ ا رج، فيسجل في
النصوص ملاحظاته الإخ ا رجية التي تشرح الحالة النفسية، وتصف الحركة المسرحية، وتصور
المنظر المسرحي.