Abstract:
وجدير بنا أن نذكر بمدى عناية شُرَّاح الحديث والمفسرين بمعاني الحروف من حيث النص على معانيها بدرجة تفوق ما ذكره النحاة ، ولعل هذا راجع إلى شدة عنايتهم بتوضيح معاني النصوص إضافةً إلى أن طبيعة استعمالات حروف الجر لا تحكمها قواعدُ نحويه معينة ، وما الضوابط النحوية التي ذكرها النحاة عن الحروف إلا وصفاً لوضع الحرف من خلال ذكر شروط معينة تحدد هذا المعنى أو ذاك.
وكانت لغة القرآن الكريم الرافد الرئيس لعلماء النحو حينما تتبعوا معاني الحروف فاستخلصوا من القرآن لكلِّ حرفٍ معانيه ، وسجَّلوها لنا في كتبهم النحويَّة العامة أو فيما صنَّفوه مخصصا لتلك الحروف فحفظت . وكان جلُّ اعتمادهم في شواهدهم لتلك المعاني على القرآن الكريم ، حتَّى ظنَّ بعض الباحثين أن لولا القرآن ودراساته لم يكن ذكرٌ لتلك المعاني في كتب النحو واللغة، وهذا ما حدا بنا الى الاستشهاد أساسا بالقرآن الكريم .