Abstract:
إن النظرية اللسانية استمدت خصوصياتها منذ أن ظهرت إلى الوجود الأفكار العلمية التي جاء بها دي سوسير خلال الربع الأول من القرن العشري في مجال البحث اللساني، فهو يعد بحق أب اللسانيات، لأن كثيرا من القضايا اللسانية التي تلته كانت قد ولدت من طرحه، ومن هنا يعد فردينان دي سوسير مؤسس اللسانيات وذلك من خلال رؤيته المتميزة التي أثمرت الكثير من الملاحظات الجادة والنتائج الحليلة، وسعى في الاهتمام بشؤون اللغة، وفي دراسة ظواهرها بأسلوب علمي موضوعي معتمدا على مبادئ منهج العلم التجريبي، وجعل من علم اللسان علما مستقلا قائما بذاته وميدان التقاء الكثير من المعارف والعلوم.
فظهرت نتائج اللسانيات على البحوث العلمية في تصنيف اللغات والتغييرات الصوتية وقد اتضح أن هذه التغيرات لا تتحكم فيها أسباب مضبوطة، ولا تسير وفق اتجاه معين بل على منهج جديد يخضع إلى العلمية في تطبيق الدراسات.
ويمكن القول بأن الغض من هذا البحث هو التعريف باللسانيات ومعرفة تطورها وكيف بدأ هذا العلم حتى لأصبح علما مستقلا وقد اخترنا كنموذج لذلك عل أن أعلام اللسانيات وهو "فردينان دي سوسير".
والحديث عن اللسانيات واسع جدا لا يمكن الإلمام به لتشبعه لا سيما عند "دي سوسير" لذلك قمنا بإبراز أهم مواقفه وأهم مواقف اللسانيين الغربيين منه وقد استعنا على بعض المصادر المترجمة وجدتها قادرة على إمدادنا بما نصبوا إليه وما تجدر الإشارة إليه عنوان البحث في مجال اللسانيات لم يتوقف عند حدود الدراسة التي قام بها دي سوسير وإنما كان حافزا لظهور عدة مدارس لسانية في أوروبا، وبشكل عام فقد عنت كل هذه المدارس الأوروبية باللغات، بوصفها أنظمة بنوية ووظيفية وكان لها دور عظيم في تطوير اللسانيات اللغوية وربطها بغض النظر الفروع العلمية الأخرى.