الخلاصة:
كان لتشعب مناهج النقد الحديث والمعاصر في رصد النتاجات الأدبية والبحث عن أوجه تحليل ابنتيها ومضامينها دور غني ساحته بالتنوع والاتساع في طرائق الدراسة وسبل تطبيقاتها المنهجية على نصوص فنية مختلفة بحسب ما يوافق طبيعة الأنموذج المدروس ومدى احتمال تطبيق المنهج عليه.
وكان من ضمن الاتجاهات النقدية في حقل التحليل السردي ما اعتمد على منحى الوقوف على شكل النص وهيكل بنائه الخارجي وبعضها على باطنه وخفاياه منها المنهج السميائي في التحليل السردي للنص وكشف مستوياته العميقة وقد تفرعت عنه عدة مدارس وهي تتطلب الفهم والرؤية والتأويل على الرغم من أنها أعطت للقارئ والناقد حرية أكثر في التحليل.
وما دامت المناهج النقدية المعاصرة تهدف إلى خدمة النص الأدبي فقد أعطت للقارئ والناقد مجموعة من الأدوات الإجرائية وهيأت له التنقيب في أغوار النصوص، بالرغم من اختلافها في بعض المبادئ، فإن هدفها قراءة النصوص وفهمها فهما صحيحا وهدف هذه الدراسة تسليط الضوء قدر المستطاع على هذا المنهج وفهمه في إطار يتصل بالتحليل الأدبي، وذلك من خلال تحليل رواية طوق الياسمين رسائل من الصبابة والشوق والحنين للروائي واسيني الأعرج، هذه الرواية التي جاءت في مرحلة النضج والتفرد والتميز والتمكن الإبداعي والنقدي.