Abstract:
من المعلوم أن اللغة تعد مظهرا من المظاهر الفكرية وال حضارية والاجتماعية
للمجتمعات ، فيها يتواصل أهلها فيما بينهم وتنشر ثقافتهم وحضارتهم وبها يحفظ تراثهم
وعلومهم ومعارفهم وفنونهم ، ومن هذا المنطلق جاء تعلم اللغة مطلبا ملحا وضروري
يستدعي من القائمين عليها تعليمها تعليما يغطي جوانبها وفروعها المتعددة من نحو
وصرف وبلاغة وتعبير وإملاء وكل فرع ( علم ) يقدم بطريقة مناسبة له .
ويعد التعبير من أهم فروع اللغة، ذلك لأنه متشابك، ومتداخل في مهاراته اللغوية مع فروع
اللغة الأخرى إلى حد كبير .و معنى ذلك أن تقدم المتعلم في أحد فروع اللغة يعد تقدما في
بعض مهارات التعبير .فتعليم فنون اللغة كلها تهدف في النهاية إلى بناء القدر ة التعبيرية
الواضحة لدى المتعلم .كما ا ن التعبير عنصر مهم من عناصر النجاح الذي لا يستغني
عنه الإنسان في عملية التفكير، والتواصل لخدمة نفسه، ومجتمعه، فهو وسيلة الفرد في
الاتصال بغيره، وتبادل المصالح، وقضاء الحاجات، وتقوية الروابط الفكرية والاجتماعية.
والتعبير الكتابي من أهم أنماط النشاط اللغوي، وبدونه لا تستطيع المجتمعات
أن تبقي ثقافتها وتراثها، فلا أداة بديلة للكلمة المكتوبة لحفظه ونقله وتطويره،فهو يحظى
بأهمية خاصة،و ذلك لارتباطه الوثيق والمباشر بمواقف الحياة دون التقليل من أهمية التعبير
الإبداعي ، وما يفيد من بعض خصائصه للتعبير الوظيفي.
عرفت المنظومة التربوية الجزائرية اليوم تعليم التعبير الكتابي للغة العربية بما
اصطلح على تسميته بالوضعية الإدماجية،التي ٌتعنى بإدماج المكتسبات القبلية للمتعلم في
الإنشاء و التخطيط للتعبير في نهاية الحصة الدراسية أو في السؤال الأخير من الامتحان،
وعلى الرغم من أهمية الوضعية الإدماجية في المناهج الجديدة و الميزات التي جاءت
بها إلا أن لها سلبيات كان لها الأثر في تدني مستوى المتعلمين في استخدام مهارات التعبير
الكتابي للغة العربية، وهذا ما يبدو جليا في المدارس الأساسية، فالشكوى من تدني وضعف
المتعلمين في التعبير ما زالت مستمرة، بل إنها تزداد يوما بعد يوم، ولم تقتصر هذه الشكوى
على المعلمين والموجهين فحسب، بل تعدت إلى أولياء الأمور.