الخلاصة:
تنعكس أهمية ثقافة المؤسسة في عدة جوانب للمؤسسة، فهي عنصر ذو فعالية كبيرة في تحقيق الكفاءة الاقتصادية للمؤسسة من خلال كفاءة الفرد الذي بدوره يتحدد سلوكه التنظيمي على كل مستويات المؤسسة بمدى إيجابية وقوة ما يحمله من قيم، و معتقدات، و عادات، و تقاليد في المؤسسة، وتساهم هذه العناصر الثقافية بشكل فعّال في تحقيق اندماج الأفراد في مؤسستهم مع التغيرات المحيطة بها.
لقد أصبح التغيير ضرورة ملحة و حتمية للمؤسسة مهما اختلفت صوره و أشكاله تنظيمية ،هيكلية، تكنولوجية..غير أن هذا التغيير يتطلب تدخل كل جوانب المؤسسة و يعتبر التغيير التنظيمي أحد أهم هذه الجوانب كما رأينا سالفا. و منه يمكن القول أن تغيير المؤسسة الجزائرية بدون تغيير في أنماط التفكير و قواعد السلوكات للعامل الجزائري و قيمه وعاداته التي تعتبر السبب الرئيسي في تدني إنتاجية و كفاءة العامل، هو ما يجعل من عملية التغيير في المؤسسة مجرد هدر للوقت و للطاقات الواردة إذا لم تأخذ بعين الاعتبار هذه العوامل الثقافية الاجتماعية في عملية التغيير.
إن نجاح التغيير في المؤسسة مهما اختلفت صوره، وتعددت أشكاله، واختلفت درجاته، ومستوياته يتطلب قيادة فعالة تتحكم في كل جوانبه بشكل يسمح بتدعيم كل نقاط القوة في المؤسسة، وتعتبر القيم وباقي عناصر الثقافة التنظيمية من بين أهم العوامل التي يتوقف عليها نجاح واستمرار أي شكل من أشكال التغيير في المؤسسة.
رأينا أن المؤسسة الجزائرية شهدت و مازالت تشهد مسارا إصلاحيا طويلا، غير أن هذه التغييرات لم تشمل الجانب الإنساني والثقافي والقيمي للفرد بشكل كاف، فإهمال كل ما يتعلق بالجانب الثقافي للسلوك التنظيمي هو ما أدى في كل مرة إلى ضرورة دخول المؤسسة الجزائرية مرحلة إصلاحية جديدة.