Abstract:
تروي أحداث رواية (الأسماء المتغيرة ) مسيرة شعب موريتانيا النضالية ضد
الاحتلال الفرنسي سنة 1891 م، وما تخللها من مظاهر الصراع التى اشتركت فيه مختلف
الفئات المكونة لبنية المجتمع الموريتاني القبلية. فرسم الكاتب بكثير من الدقة نمط عيش
القبائل اليدوية في الصحراء في ترحالها بحثا عن منابع الماء ومواطن الكلأ "..انطلق
قطار الجمال الطويل البالغ مائة وخمسين جملا، يجوب طريقا ضيقا في الغابات الملتفة
... مازال منسابا بين الأدغال في مسلك ملتو وكأنه الأفعى خلال تلك الأشجار والنباتات
. المختلفة" 1
كما صور واقع الرق وكشف عن معاملة الأسياد اللاإنسانية لعبيدهم، وهو مايفصح عنه
العبد "موسى" في قوله :" ضربني أحدهم بماسورة بندقيته ضربات متتالية قوية على
ذراعي الأيمن فتهشم عظمه وبقيت وقتا طويلا فاقدا للوعي ...بعد ذلك وضعوا
المعضاض (الزيار) في رأسي وبماذا أصفه لكم يا أخوتي؟! لست أدري! إنني أحس يا
إخوتي الآن بقشعريرة شديدة في جلدي وبحنظل يصب في حلقي ،آه من المعضاض وآه
من...! " 2. وعمد في ذات السياق الإجتماعي إلى تصوير جانب من مرسم الزواج في
موريتانيا، بمناسبة زواج زينب بنت حمود المرابطي بابن عمها ،يقول :"طبطبت الطبول
منتشية، وتعالت الزغاريد من الإماء وبعض النساء القادمات من أحياء بدوية مجاورة
ونصبت في جنوب الي خيمة العريس و أصدقائه وهاهي الجمال تتبارى وفي نهاية
شوطها تجمع حشد من الناس يتشاحن أو يفرح مبديا إعجابه بمهارة الفتيان الذين فازوا في
السباق." 3