جماليات التناص في الرواية التونسية المعاصرة ( رواية المعجزة لمحمود طرشونة أنموذجا

Abstract

قال أن البحث هو مغامرة نحو المجهول، لذا كانت هذه المغامرة في رواية "المعجزة" للأديب التونسي "محمود طرشونة"، فوسم الباحث بذلك عنوان بحثه ب(: جماليات التناص في الرواية التونسية المعاصرة- رواية المعجزة لمحمـود طرشـونة أنمـوذجا-). لقد جاءت دراسة الباحث لتحاور هذا العالم الروائي العظيم لهذا الكاتب الذي يعد من أهم الكتاب الذين كتبوا في الحقل الروائي التونسي فساهم في إثرائه، وأضاف إليه خصوصية قد لا يقدر عليهـا إلا من تشبع بالتراث العربـي وتفتح علـى الإبداع الكونـي . لم يقع اختيار الباحث على هذه الرواية صدفة بل حدث ذلك بعد قراءتها، إذ بدت علامة دالة يشع وميضها في خارطة الرواية التونسية على أصالة صاحبها وتجذره، تلح على الباحث أن يبحث عن علاقتها مع غيرها من النصوص الأخرى التي تتشكل منها وتعيد تشكيلها في جمالية فنية مثيرة للاهتمام . هي رواية "المعجزة" للروائي التونسي محمود طرشونة من بين الروايات الأكثر شهرة وتميزا في الأدب التونسي صدرت في طبعتها الأولى 2991م، عن دار ديميتير للنشر بتونس، بلغ عدد صفحاتها 232صفحة، وهي من النصوص ذات الحجم المتوسط تسمح بدراسة ثرية لظواهر سردية متعددة حيث ربطت بين عالم الكتابة الواقعي والتخييلي الذي جعل منها كتابة مشهدية تجعل القارئ ينتقل من عرض لآخر في نوع من التماسك . إن من "أهداف البحث" في هذا النوع من النصوص هو فتح آفاق جديدة للتفكير وذلك يتطلب الكشف عن الرؤى الفنية والجمالية والفكرية عند "محمود طرشونة" من خلال استناده على ذخيرة التراث العربي السردية، والتي تعكس ثقافة هذا الروائي ونظرته ومحاولة فهم طبيعة تأثر النص الأصلي بالنصوص الأخرى وطبيعة تحاورهما،والهدف الأهم من كل هذا هو السعي إلى الاستفادة من "التناص" كأداة منهجية إجرائية في مقاربة النص السردي، لأن الموضوع يتطلب التساؤل عن غاية الكاتب من استعمال "التناص" وكيفية استدعاء المبدع للنصوص الغائبة في نصه ليجعلها تخدم مواقفه وسياقاته