Abstract:
استهدفنا في هذه الدراسة، التوصل إلى الإجابة على العديد من التساؤلات الافتراضية، التي نشأت عن التطورات الراهنة في النظام الدولي، و كانت هذه التطورات قد اتخذت طريقها نحو الظهور كنتيجة أساسية لتغيير النظام الدولي من نظام دولي ثنائي القوى القطبية، إلى نظام دولي أطلق عليه لفظ " النظام العالمي الجديد "، ذلك اثر انهيار أحد قطبي النظام الدولي و هو الاتحاد السوفييتي، و تفككه إلى عدة دول ضعيفة نسبيا بالنسبة لقوة القطب السوفييتي السابق، و كان من الطبيعي في أعقاب انفراط العقد السوفييتي، و انفراد القطب الأمريكي بقيادة العالم في المرحلة الراهنة التي تلت انسحاب القوة السوفييتية من الساحة الدولية، أن تنتصر القيم التي يؤمن بها القطب المنتصر في الصراع القطبي، الذي دار قرابة نصف القرن في فترة سميت " بالحرب الباردة "، هي قيم الولايات المتحدة الأمريكية، و أفكارها التي طالت محاولات نشرها عبر هاته الفترة، و بالفعل كانت البداية متمثلة في العولمة بكافة جوانبها الاقتصادية، حيث الشركات المتعدية الجنسيات التي لها اليد الطويلة في سيادة السياسات الدولية الخاصة بتقديم المصالح الرأسمالية الدولية، لهذه الشركات العملاقة، بالإضافة إلى صور العولمة الثقافية، حيث المحاولة الأمريكية لسيادة ثقافة الغرب القيمية، بما تحويها من مصلحة الفرد و حريته، و أهمها على الإطلاق ( ما يهم دراستنا ) الصورة السياسية و القانونية لظاهرة العولمة الواضحة، في قيم الغرب الثلاث الرئيسية و المتمثلة في التطورات التي ظهرت في أعقاب نهاية فترة " الحرب الباردة "