الخلاصة:
تعد القيادة العنصر الرئيس في أي منظمة فهي التي تقوم بقيادتها إلى ما تصبوا إليه من غايات وأهداف بواسطة تعاملاتها وانفعالاتها واتصالاتها وردود أفعالها ، وتعد المؤسسة التربوية أهم المنظمات في المجتمع إذ تعمد إلى صناعة التربية وبواسطة هذه الأخيرة يرفع شعار التحدي للمجتمع والأمة ، وتعد المدرسة الابتدائية اللبنة الأولى في بناء الموارد البشرية، لكن القيادة في المدرسة الابتدائية الجزائرية ترى أنها لا تمارس مهامها كما ينبغي حيث ظهر الضعف في اتخاذ القرار والأداء والإبداع وذلك من خلال الدراسات الاستطلاعية.
وتعتبر ظاهرة تأثير البيئة الخارجية على العمل القيادي في المدارس الابتدائية ظاهرة عالمية حيث تطغى التقاليد الاجتماعية كالمحسوبية والنفوذ والعصبية ، و التغيرات السياسية التي تؤدي إلى عدم استقرار التنظيم داخل المدرسة الابتدائية والتطورات التكنولوجية المتسارعة التي لا تواكبها المدرسة الابتدائية ، ولكن هذه الظاهرة تكثر كلما نقصت الحضارة والتكنولوجيا وزاد نمط المجتمع الأبوي والتقليدي ، حيث نجدها في عالمنا العربي وبالخصوص في الجزائر بدليل معاناة القيادات في المدارس الابتدائية الجزائرية من مظاهر العقلية القبلية والقرابية ومن طغيان المصلحة الشخصية على العمل القيادي وكذلك التغيرات التي حدثت في المجال التربوي باتت في نظر المعلمين عبئا عليهم وهذا ما جعلهم يبدون مقاومة ، أما القيادة في المدرسة فإنها تتأثر وتعاني من هذا الوضع جراء عدم رضا المعلمين وضعف أدائهم، كذلك نجد انعدام الابداع في الحقل التربوي موازاة مع ضعف الوسائل التكنولوجية .
فنتائج التحصيل الدراسي في المدرسة الابتدائية لا ترقى إلى المستوى المطلوب لسنوات الإصلاح وهذا دليل على ضعف الجانب القيادي في المؤسسة فهو الموجه والمخطط الاستراتيجي فالقيادة ما زالت تعاني من التدخلات الخارجية وذلك ما لحظناه في زياراتنا الميدانية وكذلك نسبة إمداد المؤسسات بالوسائل التكنولوجية ضعيفة جدا .
فالبيئة الاجتماعية المتمثلة في القيم السلبية تمارس ضغطا على القيادة في المدرسة فتجعله يحيد بقراراته عن العقلانية ، والبيئة السياسية المتمثلة في عدم استقرار النظام التربوي والقوانين المنظمة للعمل تؤثر على أدائه ، والبيئة التكنولوجية المتمثلة في عدم مواكبة التطور التكنولوجي تؤثر على إبداعه.
ولهذا قسمنا بحثنا هذا إلى بابين ، الباب الأول يحوي الجانب المنهجي والجانب النظري ، فالجانب المنهجي عبارة عن فصل تمهيدي تطرقنا فيه إلى أسباب اختيار الموضوع ، وأهمية الدراسة ، وأهدافها ، وإشكاليتها ، وفرضياتها، ومفاهيمها ، ومقاربتها النظرية ، والدراسات السابقة ، وصعوبات الدراسة ، أما الجانب النظري فقسمناه إلى ثلاثة فصول ، الفصل الأول تحدثنا فيه عن العمل القيادي وتعرضنا فيه للمفاهيم المتعلقة بالعمل القيادي ، ومحاور العمل القيادي ، ونظريات وأنماط القيادة ، أما الفصل الثاني فتناولنا فيه المدرسة الابتدائية وتعرضنا إلى ماهية المدرسة والنظام التربوي الجزائري ، وكذلك البيئة المدرسية والتجديد والتحديات ، أما الفصل الثالث فتناولنا فيه البيئة الخارجية ، وتعرضنا لمفاهيم وأنواع البيئة الخارجية وعلاقتها بالمدرسة الابتدائية ، والمتغير البيئي والجودة في المدرسة الابتدائية .
أما الباب الثاني فيمثل الجانب الميداني فقد قسم إلى فصلين فصل للأسس المنهجية للدراسة الميدانية وفصل لتحليل النتائج وقد تناولنا في الجانب المنهجي مجال الدراسة والمتعلق بالمدارس الابتدائية بولاية الجلفة ، وكذا التقنيات المتبعة ، ومنهج الدراسة وعينة الدراسة ،أما تحليل النتائج فقد تم تحليل نتائج الفرضيات بدراسة الاتجاه و دراسة الارتباط ودراسة الفروق ، ثم عرضنا النتائج العامة للبحث وعلقنا عليها بمدى علاقتها بالفرضيات وبالواقع وطرحنا توصيات كمساهمة في تغييره من أجل تذليل الصعوبات والمعوقات والوصول لحل المشكل القائم ، وفي خاتمة البحث طرحنا رؤيتنا في الزاوية التي نظرنا بها إلى متغيرات الدراسة .