القيم التنظيمية و اثرها على الاداءالوظيفي

Abstract

مقدمــة: تتسم المجتمعات المعاصرة بالسمة التنظيمية ،حيث يسمى الكثير من العلماء هذا العصر بعصر التنظيمات انطلاقا من أصغر تنظيم وهو الأسرة إلى أكبر تنظيم وهو الدولة، ويعتبر الفرد نتاج لها من خلال تفاعله المباشر أو غير المباشر مع مختلف البناءات الاجتماعية، فأفعال الفرد محكومة بمرجعيات اجتماعية تبرز وتتبلور في شكل قيم تنظيمية تحدد سلوكه وتوجه دوافعه في المواقف الاجتماعية المختلفة. إن المؤسسة الاقتصادية باختلاف وظائفها تعد مجالا للعديد من العديد من العمليات الاجتماعية مثل :التنافس، التعاون، النزاع، الصراع. ..إلخ، هذه العمليات ماهي إلا انعكاس لعملية تفاعل الفرد مع البناءات التنظيمية والإجتماعية للمؤسسة، حيث ميز في هذه التنظيمات موضوع القيم التنظيمية الذي يعتبر من المواضيع الهامة داخل المنظمة نظرا للأهمية التي تتمتع بها، فهي التي تشكل الإطار الفكري الذي يحكم وضع الأهداف، والأنشطة وكذلك السلوك بالنسبة للفرد والمنظمة. كما ذكر العديد من الباحثين أن القيم المشتركة بين العاملين والتفاعل الداخلي لأفراد المنظمة قد يشكلان نظاما قويا وفعالا داخل المنظمة يمكن الإدارة من التسيير الحسن، كما تؤدي القيم دورا مهما في الحفاظ على هوية المنظمة وتؤثر في سلوك أفرادها بما يضمن الحفاظ على التوازن والاستقرار وهذا يعود بالفائدة على المنظمة ككل. مما أفرز العديد من العوامل التي دفعت المهتمين بأمور تنظيم العلاقة بين المؤسسة والفرد العامل إلى تطويرها، ومن بين العوامل التي لاقت اهتماما استثنائيا بقيم العمل نجد عامل السلوك، الولاء، الأداء. ..،وهذا الأخير هو العامل الذي كان محور اهتمامنا في هذه الدراسة من خلال محاولة معرفة العلاقة التي تربطه مع القيم التنظيمية بمديرية الضمان الاجتماعي لغير الاجراء بالجلفة. وقد تضمنت هذه الدراسة جانبين نظري وآخر ميداني ، حيث احتوى الجانب النظري على فصل أول يحتوي على إشكالية الدراسة، تحديد المفاهيم، الدراسات السابقة للموضوع، توظيفها، المقاربة السوسيولوجية. أما في الفصل الثاني فقد تم تناول القيم من خلال تعريفها، مكوناتها، أهميتها، العوامل المساهمة في تكوين النسق القيمي للعامل. كما تناول هذا الجانب القيم التنظيمية، التي تضمنت :مفهوم القيم التنظيمية ، علاقة القيم التنظيمية ببعض المصطلحات، المراحل التي مرت بها، خصائصها، وظائفها، قياسها، تصنيفها. أما الفصل الثالث فقد تمحور حول الأداء الوظيفي من خلال التطرق إلى :مفهومه، المداخل النظرية المفسرة للأداء، عناصر ومعدلات الأداء، تقييم الأداء الوظيفي، ومعاييره وقياسه، وفي الأخير إدارة الأداء الوظيفي . أما الفصل الرابع الإجراءات المنهجية للبحث وتمثلت في الخطوات التالية : التعريف بالمجال المكاني للدراسة (مديرية الضمان الاجتماعي لغير الاجراء بمدينة الجلفة) المجال البشري، المجال الزماني، بالإضافة إلى منهجية البحث المتمثلة في : العينة، المنهج المستخدم، المقياس، وفي الأخير تحليل محاور المقياس واستخلاص النتائج، ثم الخاتمة.