Abstract:
مقدمة:
لعل انخراط المرأة في مختلف المدارس التعليمية، وحصولها على شهادات ذات كفاءة مهنية جعلها تندفع نحو العمل الخارجي، كما أن عصر التطور وما أفرزه من أساليب مساعدة للمرأة في القيام بأدوارها التقليدية من تدبير في شؤون البيت، جعلها تفكر في إضافة أدوار أخرى تضاف إلى الأدوار السابقة وتسمو بمكانتها الاجتماعية داخل المجتمع.
في الوقت الحاضر تعتبر المرأة أهم مقومات التقدم والازدهار في مسيرة التنمية الاجتماعية، فهي تشاطر الرجل في مهماته في البادية والحضر، فالمجتمع الحالي اعترف بضرورة عمل المرأة ألنه أصبح بمثابة العامل الذي يحمي الاسرة من الانهيار ويرفع من مستواها المعيشي، ويضمن لها الحياة عند وفاة الزوج أو مرضه أو ضعفه أو بطالته.
ولقد اختلفت الآراء والمواقف حول مبدأ عمل المرأة ، غير أنه يبقى من القضايا التي تغيرت بالتوازي مع التطور الحضاري للمجتمع، هذا الأخير الذي أجبر على قبول العامالت لما تقدمه له من خدمات، الأمر الذي دفع بالساسة والفقهاء والقائمين على تشريع القواعد التنظيمية في المجتمع يشعروا بضرورة بلورة الأطر القانونية التي تضمن حق المرأة في العمل خارج البيت وحمايته.
وفي الجزائر كان لا زما على المرأة أن تواكب الحدث وتستعد لاستقبال ادوار مهنية زيدت على أدوارها التقليدية، التي هي مطالبة بها من طرف الأعراف والقيم المجتمعية كتحدي صارخ يؤجج من حالة الصراع الذي تعيشه، مع اختلاف طبيعة البيئات و الوسائط الاجتماعية المستخدمة و الاسر المقيمة بها، لتسعى المرأة دوما للبحث عن درجة من التوفيق بين الادوار التقليدية والأدوار الحديثة دون التفريط في أي منهما، قسمنا الدراسة إلى:
الفصل التمهيدي : احتوى تطرقنا الى اهم الأسباب الذاتية و الموضوعية التي دفعتنا الى اختيار هذا الموضوع و الاشكالية المراد دراستها تنتهي بتساؤل عام تتفرع عن هذا التساؤل مجموعة من التساؤلات الجزئية متمثلة في أبعاد الدراسة و بعد البحث و الملاحظة قمنا بصياغة فرضيات الدراسة مع تحديد المفاهيم الخاصة بهذه الدراسة.
هذا فيما يخص الفصل التمهيدي ثم قسمنا الدراسة الى بابين رئيسيين الباب الأول احتوى على الجانب النظري، الذي قسمناه الى ثلاثة فصول تم اختيارها وفقا لمتطلبات الدراسة ، بحيث تناولنا في الفصل الأول التغير الاجتماعي حيث تم تعريف التغير الاجتماعي و تحديد أنواعه و مظاهره و تعرضنا للمقاربة السوسيولوجية و بطبيعة الحال خصصنا جزءا للنظريات الخاصة بالتغير الاجتماعي كنظرية ابن خلدون، أوجست كونت، اميل دور كايم، و كارل ماركس و آخرين، و جاء الفصل الثاني بعنوان التمثلات الاجتماعية و بما أن مفهومه غامض أردنا ان نوضحه توضيحا أعمق و لهذا أردنا التعرض إلى مفهوم التمثلات الاجتماعية والمفاهيم المحيطة بهذا المفهوم، و الخصائص التي تميزه و وظائفه و تبيان العناصر المكونة له وأنواع التمثلات الاجتماعية و كذا هيكل التمثلات الاجتماعية.
أما الفصل الثالث فجاء بعنوان عمل المرأة حيث عرفنا موقف الدين الإسلامي من عمل المرأة و الاتجاهات الحديثة نحو عملها و آثاره على الأسرة و دور العمل في إحداث الضغوط النفسية و مشاكل المرأة العاملة بالإضافة الى وسائل تعزيز دور المرأة العاملة.
الباب الثاني: احتوى على الدراسة الميدانية التي قمنا بها من أجل التحقق من صحة الفرضيات، حيث قسمناه الى فصلين: الفصل الاول تناولنا فيه أهم الإجراءات المتبعة في الدراسة الميدانية، احتوت على مجالات الدراسة : المكانية، الزمانية، البشرية، مع تبيان مجتمع البحث و العينة، إضافة الى المنهج المتبع في هذه الدراسة و أداة جمع البيانات و أساليب تحليل البيانات و النتائج.
الفصل الثاني: احتوى على عرض و تحليل النتائج الخاصة بكل فرضية و مناقشة الفرضيات و الخروج باستنتاج عام، ثم خاتمة كانت ملخص لدراستنا، ثم قائمة المراجع، ثم الملاحق.
هذه تقريبا كل محتويات الد راسة و أهم ما جاء فيها، و كل هذه الخطوات كانت من صميم الموضوع ليصبح وحدة متكاملة خالية من التعارض و التضارب.