Abstract:
يحتل موضوع تنظيم سلوك الطلاب ومواظبتهم مكانة مهمة في العملية التعليمية، فهو جزء من التربية الخلقية الشاملة التي حثت عليها سياسة التعليم العالي في الجزائر، وقد احتوت وثيقة سياسة التعليم عدداً من المواد التي تناولت التربية الخلقية وربطها بشكل مباشر بالعملية التعليمية.
و يعتبر الطلاب سواء في المدارس أو الجامعات الأكثر صعوبة في الضبط، حيث يعتمد كثير من الطلبة القدوم متأخرين عن وقت المحاضرة ويقدمون مجموعة من الأسباب لهذا السلوك مثل: ازدحام حركة المرور، أو رعاية أحد الوالدين، ارتباطهم بأعمال خاصة، البعد عن الجامعة، عدم الانتباه للوقت مما يمنعهم من الحضور في وقت المحاضرة سواء كانت محاضرات صباحية أو مسائية.
وهذا السلوك بدوره يعمل على ضعضعة العملية التعلمية- التعليمية ويصبح سلوك مزمن ومتكرر من شأنه أن يؤثر على الطلبة الآخرين.
وأشار تيشوري (2012) أن حياة الإنسان حركة في الزمن، تحيط بها باستمرار. والزمن أداة قياس الحياة حيث يمر الزمن ويمضي دون انتظار أحد، وتستحيل إعادته. فإما أن نحسن استغلاله، وإلا فقدناه. والزمن يأتي ويمضي بسرعة فيجب علينا استثماره آنيا والاستعداد للمستقبل الآتي. ومن يقول أن الوقت من ذهب فأنه يجحف الزمن حقه، لأنه لا ينفع الندم والحسرة علية لأنه لن يعود.
وقد ذكرت شنايدر (1998(واقع مشكلات الصفوف الدراسية مختلفة وقد تواجه جميع أعضاء هيئة التدريس مع مجموعة الطلاب الذين ينخرطون في بعض السلوكات التي تعمل على تعطيل العملية التعلمية- التعليمية. حيث أن الطلاب يأتون بشكل متأخر للمحاضرات، أو الخروج من المحاضرة بحجة ما، والتحدث أثناء المحاضرة بشكل غير لائق، أو النوم أثناء المحاضرة.
ويعد تأخر أو العزوف عن حضور المحاضرات مشكلة تعليمية مستمرة ومرضا وبائيا ينتشر بالعدوى في الأوساط الدراسية ويؤدى إلى تأخر متابعة المنهاج الدراسي وتصبح مشكلة مزمنة تنتشر بين الطلبة، وبالتالي تؤدي إلى العجز عن استيعاب المحاضرات المقبلة باعتبار أن المحاضرات سلسلة تعليمية متكاملة، لا يمكن قطعها أو بتر جزء منها ثم استكمالها فيما بعد. ولأن هناك عددا من الأسباب المحتملة لوصول الطلاب إلى المحاضرات في وقت متأخر، فقد لاحظ الباحث من خلال عمله كعضو هيئة تدريس بأن مجموعة من الطلبة يتأخرون عن المحاضرات بشكل مستمر سواء محاضرات صباحية أو مسائية ولا يبدون أي أسباب مقنعة عند تأخرهم سوى ازدحام الطريق إلى الجامعة وأنهم يأتون من أماكن بعيدة، وأيضا عند مناقشة هذا السلوك مع الزملاء في القسم تبين بأنهم يعانون من نفس المشكلة مع مجموعة من الطلبة متكرري التأخر أو العزوف عن المحاضرات.
ومما لاشك فيه أن سلوك العزوف له انعكاس سلبي ويؤثر على الطلبة الآخرين، حيث أنه يشتت انتباه الطلبة الآخرين ويعرقل سير العملية التعلمية- التعليمية ويقطع أفكار المدرسين، وهذا بدوره يتطلب من القائمين على التعليم من فهم هذا السلوك والإحاطة بالأسباب التي قد تؤدي إلى مثل هذه السلوكات السلبية مما يتيح الفرصة للمدرسين لاختيار الحلول المناسبة لمثل هذه المشاكل. وتعتبر مشكلة تأخر الطلبة عن الصفوف الدراسية من المشاكل المستمرة والمهمة، وهي واحدة من أكثر المشاكل تحديا للمدرسين للتعامل معها. حيث أشار ناكبوديا ودافياخور (2011) أن تأخر أو عزوف الطلاب له تكاليف اجتماعية وفكرية من حيث بتر المحاضرة والتأثير على عملية التعلم، ويعمل على تفويت المعلومات الهامة على الطلبة ويشتت انتباه الطلبة الآخرين.
من هنا فقد أثار هذا السلوك اهتمام الباحث وكانت الحاجة لمثل هذه الدراسة للوقوف على جذور هذه المشكلة وفهم أسبابها مما يساعد المسؤولين والإداريين وأعضاء هيئة التدريس من وضع الإستراتيجيات المناسبة للتعامل مع مثل هذا السلوك بشكل جدي وعدم التغاضي عنها للوصول إلى بيئة تعليمية منظمة ومضبوطة.
و قمنا بتقسيم بحثنا إلى ثلاثة جوانب رئيسية : الجانب التمهيدي: و يحتوى على الإشكالية و الفرضيات و أسباب اختيار الموضوع و أهداف البحث و الدراسات السابقة .
الجانب النظري :
الفصل الأول : التعليم العالي .
الفصل الثاني :العزوف عن المحاضرات.
الفصل الثالث :التحصيل الدراسي.
وأما الجانب التطبيقي : و يتناول منهجية البحث و عرض و تحليل و مناقشة النتائج المحصل عليها و الاستنتاج و الخاتمة و الاقتراحات و التوصيات .