Abstract:
تعد مرحلة الطفولة مرحلة للنشاط الحركي المستمر والطاقة الزائدة ، وهي مرحلة حافلة بالنمو، لذلك فإنها تعد من أهم مراحل الحياة ، ففيها تغرس البذور الأولى للشخصية وتلعب الرياضة دورا في إشباع الميول الفطرية للعب لدى الأطفالوإسهامها في تفريغ الطاقة الزائدة لديهم ، فالبرامج الرياضية المعدة جيدا تسهم في نمو الأطفال وتطوير قدراتهم البدنية والعقلية والاجتماعية.
وتستند البرامج التربوية الحديثة في تخطيطها وتنفيذها على مجموعة من الأسس النفسية والاجتماعية التي تنادي بأهمية السنوات الأولى من حياة الطفل في تشكيل شخصيته في المستقبل، وعليه فإن من الأهداف العامة والأساسية لهذه البرامج مساعدة الطفل على النمو المتكامل من جميع الجوانب الجسمية والمعرفية والاجتماعية والانفعالية ، وقد أولى علماء النفس والتربية اهتماما خاصا بنمو القدرات الإدراكية الحركية لمعرفة مدى أهميتها في حياة الطفل وعلاقتها بجوانب النمو الأخرى ، فهي تعبر عن العلاقة بين كل من الوظائف الإدراكية والوظائف الحركية في سلوك الطفل ، كما تؤكد على التفاعل والتكامل بين جانبين أساسيين من جوانب نموه وهما الجانب الحركي والجانب الإدراكي ، فالطفل يمتلك كل الأنواعالأساسية للحركة فيستطيع المشي والركض واللقف وغيرها، ويقوم بكل هذه المهارات الحركية الأساسية بدرجة من التوافق لا تحتاج إلا لقليل من الصقل والإتقان ، اذ يعتبر التعطش الجامح للحركة والنشاط من أهم مميزات هذه المرحلة وأساس التعلم الحركي للطفل كنتيجة للتعامل مع الأفرادوالأدوات في محيط البيئة التي يعيش فيها ، كما تتسم حركات الطفل بالإفراط في بذل الجهد باشتراك عدد كبير من العضلات في معظم الحركات، وفي السنة الرابعة يمكن للطفل إدراك التجانس والتشابه ويصل إلى مرحلة من التفكير يتمكن من خلالها الاعتماد على نفسه، وفي الخامسة من عمره يتم نضجه الحركي ويقوم بالكثير من المهارات الحركية، كما يتصف الطفل في هذه المرحلة بعدم استمراره في مزاولة نشاط حركي معين لمدة طويلة بل نجده سريع التغير، ويتطور النمو الحركي في سن الرابعة والخامسة بصورة كبيرة ويتخذ أشكالا متعددة، ولكن معظم حركاته لا تكون هادفة ، وتلعب خبرات النجاح دورا ايجابيا هاما في العمل على تثبيت الكثير من الحركات ، فنلاحظ ان الطفل يميل إلى تكرار الحركات التي تولد في نفسه أو غيره السرور والمرح ، ونتيجة لتطور حواس البصر والسمع يؤدي ذلك إلىالإدراك الحسي للطفل.
وتعتبر الألعاب الصغيرة من بين هذه الأساليب والبرامج التربوية الهامة ، كما إن الطفل يكون ميالا للعب ، حيث يجد فيه وسيلة للتعبير عن ذاته وإفراغ طاقته ومكبوتا ته الحركية والنفسية المختلفة وإشباع حاجاته إلى اللهو والمرح والسرور، وهذا ما يستلزم على المربي الاستغلال الأمثل لهذا الاندفاع نحو اللعب وتوظيفه في تنمية قدرات الطفل الحسية والحركية وذلك بالاستغلال الأمثل والمتقن للألعاب وهذا ما دفعنا إلى محاولة تجريب هذه الدراسة انطلاقا من برنامج مليء بالألعاب الصغيرة وذلك لتحفيز أطفال الروضة لإفراغ طاقتهم الحركية والنفسية في قالب مشوق وبعيد عن التمارين الجافة والمملة ولهذا قمنا بتقسيم دراستنا إلى ثلاث جوانب : الجانب التمهيدي الذي اشتمل على مقدمة وإشكالية الدراسة بفرضيات وأهداف وأهمية وأسباب اختيار الدراسة وتحديد المصطلحات والدراسات السابقة.
أما الجانب النظري والذي تم التطرق فيه إلى فصلين هما : الفصل الأولالألعاب الصغيرة عند الطفل والفصل الثاني بعنوان القدرات الإدراكية الحسية الحركية.
أما عن الجانب التطبيقي للدراسة فقد قسم هو الآخر لفصلين الفصل الأولالإجراءات النهجية المتبعة والفصل الثاني عرض وتحليل ومناقشة النتائج.