Abstract:
ﻻ ﺷﻚ أﻧﻨﺎ إذا ﺗﻤﺤﺼﻨﺎ اﻹﺣﺼﺎءات واﻷرﻗﺎم اﻟﻤﺨﯿﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻨﮭﺎ ﺟﮭﺎت رﺳﻤﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت واﻷﻣﻢ، واﻟﺘﻲ ﺗﺘﺰاﯾﺪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار، ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ أن ظﺎھﺮة اﻟﻌﻨﻮﺳﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﻔﺮض ﻧﻔﺴﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ ﻣﺜﻠﮭﺎ ﻣﺜﻞ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻈﻮاھﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﮭﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت :ﻛﺎﻟﺒﻄﺎﻟﺔ وأزﻣﺔ اﻟﺴﻜﻦ، ...ﺑﻞ إن اﻟﺘﻄﺮق إﻟﻰ ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع أﺻﺒﺢ ﺿﺮورة ﻣﻠﺤﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي وﻗﺖ ﻣﻀﻰ أﻣﻠﺘﮫ ﻋﻠﯿﻨﺎ ظﺮوف اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وﺛﻘﺎﻓﯿﺔ، وذﻟﻚ ﻗﺼﺪ ﻛﺸﻒ اﻟﺴﺘﺎر ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة اﻟﺸﺪﯾﺪة اﻟﺘﻲ ﯾﻌﺎﻧﯿﮭﺎ أﺧﻮاﺗﻨﺎ اﻟﻌﻮاﻧﺲ، ﺟﺮاء ھﺬه اﻟﻤﺼﯿﺒﺔ وﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺘﻨﻘﯿﺐ ﻋﻦ ﺟﺬورھﺎ، وإﯾﺠﺎد ﺣﻠﻮل ﻟﮭﺎ . وﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻨﻮﺳﺔ ظﺎھﺮة أم ﻣﺸﻜﻠﺔ، ﻓﺈﻧﮭﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﺆرق اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت وﺗﮭﺪد اﺳﺘﻘﺮارھﺎ،ﻣﻤﺎ أدى ﺑﺎﻟﻤﺨﺘﺼﯿﻦ إﻟﻰ دق ﻧﺎﻗﻮس اﻟﺨﻄﺮ، ﻧﻈﺮا ﻟﻶﺛﺎر اﻟﺴﻠﺒﯿﺔ اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻨﮭﺎ إن ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻔﺘﺎة أم اﻷﺳﺮة أم اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. وإذا أﻣﻌﻨﺎ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ وراء ھﺬه اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ، ﻧﺠﺪ أﻧﮫ رﻏﻢ ﺗﻌﺪدھﺎ وﺗﻨﻮﻋﮭﺎ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ أﺻﻞ واﺣﺪ، إذ ﺗﺸﺘﺮك ﺟﻤﯿﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺪﯾﻦ وﻏﯿﺎب اﻟﻮازع اﻟﺪﯾﻨﻲ واﻷﺧﻼﻗﻲ، ھﺬا اﻟﺪﯾﻦ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﮫ ﷲ ﻣﻨﮭﺎﺟﺎ ﻣﻨﯿﺮا ﯾﻘﻮم ﻋﻠﯿﮫ ﺻﻼح ھﺬه اﻷﻣﺔ. ﻓﺄﻗﻮل ﻟﻜﻞ أﺧﺖ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﺮارة ھﺬه اﻵﻓﺔ، أن ﺗﺘﺴﻠﺢ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ، ﻋﺴﻰ ﷲ أن ﯾﺄﺗﻲ .1" ﺑﺎﻟﻔﺮج، ﻣﺼﺪاﻗﺎ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " :ﻓﺈن ﻣﻊ اﻟﻌﺴﯿﺮ ﯾﺴﺮا، إن ﻣﻊ اﻟﻌﺴﺮ ﯾﺴﺮا ﻛﻤﺎ أﻧﺼﺢ ﻛﻞ ﺷﺎب ﻣﺴﻠﻢ ووﻟﻲ أﻣﺮ ﺑﺘﻘﻮى ﷲ، واﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﯿﮫ واﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺴﻨﺔ اﻟﺤﺒﯿﺐ اﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ اﻟﮫ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ، وھﺬا ھﻮ أﺻﻞ اﻟﺤﻠﻮل ﻟﻜﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ، ﻣﺼﺪاﻗﺎ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " :وﻣﻦ ﯾﺘﻖ ﷲ ﯾﺠﻌﻞ ﻟﮫ ﻣﺨﺮﺟﺎ وﯾﺮزﻗﮫ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﻻ ﯾﺤﺘﺴﺐ وﻣﻦ ﯾﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﷲ ﻓﮭﻮ ﺣﺴﺒﮫ وإن ﷲ ﺑﻠﻎ .2" أﻣﺮه ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﷲ ﻟﻜﻞ ﺷﻲء ﻗﺪرا ﻓﻼ ﯾﻜﻮن اﻟﻄﻤﻊ وﻻ اﻟﻌﺼﺒﯿﺎت اﻟﻘﺒﻠﯿﺔ وﻻ ﺗﺄﻣﯿﻦ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ذرﯾﻌﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب أو اﻟﻮﻟﻲ ﯾﺘﺬرع ﺑﮭﺎ ﻟﻌﺰوف ﻋﻦ اﻟﺰواج أو اﻟﻮﻗﻮف ﺳﺪا ﻣﻨﯿﻌﺎ أﻣﺎم زواج اﻟﻔﺘﺎة، ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل :ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﻟﮫ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل " :ﻟﻮ أﻧﻜﻢ ﺗﺘﻮﻛﻠﻮن ﻋﻠﻰ ﷲ ﺣﻖ ﺗﻮﻛﻠﮫ .3" ﻟﺮزﻗﻜﻢ
