Abstract:
تعتبر المدرسة إحدى أهم المؤسسات الاجتماعية الهامة بعد الأسرة لكوﻧﻬا تساهم في إتمام عملية التنشئة الاجتماعية للتلاميذ، كما أﻧﻬا مؤسسة تعليمية تربوية مسئولة عن تحقيق بناء وتكوين الشخصية المتكاملة للتلاميذ بغية إعداد المواطن الصالح، ويتم ذلك عن طريق الاهتمام بعقل التلميذ وجسمه وانفعالاته، وسلوكه الاجتماعي والاهتمام بالبرامج والأنشطة التعليمية داخل المدرسة حتى تواجه احتياجاته النفسية والتعليمية والاجتماعية.
والحياة العصرية مليئة بالتعقيدات وكثرة المطالب، وتصادف الإنسان يوميا عشرات المواقف التي تحتاج إلى مواجهة وحلول فورية، وان عدم قدرة الفرد على مواجهة تلك المواقف وإيجاد حلول لها قد لا يجعله يشعر بالضيق فحسب، بل أن الانفعالات تصل إلى درجة شديدة تشمل الفرد كله، وتؤثر في سلوكه وخبرته الشعورية ووظائفه الفسيولوجية الداخلية، وتتميز عندئذ بحالة من التوتر والتهيج.
ويتفق علماء النفس ودارسوا السلوك الاجتماعي على أن التوافق بأبعاده المختلفة يعد من المعايير الأساسية، ومن ابرز العوامل في إحراز الارتقاء الحضاري، نظرا لما تحققه من سواء نفسي واجتماعي للفرد في إطار علاقته بذاته وباﻟﻤﺠتمع. فتحسن ظروف أي مجتمع نحو الأفضل لا يتأتى إلا بسلامة شخصيات أفراده وتمتعها بقدر كبير من الاتزان، وفي الغالب ينشأ سوء التوافق عندما تكون الأهداف ليست سهلة التحقيق، أو عندما تتحقق بطريقة لا يوافق عليها اﻟﻤﺠتمع.
وموضوع التوافق كان ومازال محور العديد من الدراسات التي تصدت له بالبحث والتحليل، نظرا لما تحققه من تطور وارتقاء على الصعيدين النفسي والاجتماعي، في جوهر نتاج عمليات مستمرة من التوافق والاستعدادات الفطرية للفرد، وعناصر التنشئة الاجتماعية خلال مراحل النمو المتعاقبة.
وبما أن مرحلة التعليم الثانوي تمثل مرحلة المراهقة التي بخصوصياﺗﻬا وبمميزاﺗﻬا تتطلب درجة أكبر من الاهتمام، وذلك لما تكتسبه من أهمية في حياة الفرد، ففيها ينفرد النمو بوتيرة سريعة يؤدي إلى حدوث تحولات فسيولوجية عميقة، وفجائية تنعكس بدورها على النواحي المختلفة للشخصية، كاضطراب العلاقات الاجتماعية بين المراهقين والراشدين عامة من جهة، وعدم الاستقرار الانفعالي والتقلب المزاجي السريع، وتعدد الطموحات والرغبة في التحرر من الوصاية الأسرية من جهة أخرى، فهي إذن الجسر الذي ينقل المراهق أو المراهقة من عالم الطفولة إلى عالم الرجولة أو الأنوثة.
وتعد الانشطة البدنية الرياضية جزء من التربية العامة لكونها تعتني وتراعي الجسم وصحته، وتهدف إلى إعداد المواطن الصالح جسميا، عقليا، وخلقيا، وقادر على الإنتاج والقيام بواجباته نحو مجتمعه ووطنه، كما هناك مفهوم أخر للأنشطة البدنية والرياضية "أنها مجموعة الأنشطة والمهارات والفنون التي يتضمنها البرنامج بمختلف مراحل التعليم، وتهدف إلى إكساب التلميذ مهارات وأدوات تساعده على عملية التعليم، وترمي للأنشطة البدنية إلى العناية بالكفاية البدنية أي صحة الجسم ونشاطه، رشاقته وقوته، كما تهتم بنمو الجسم وقيام أجهزته بوظائفها