Abstract:
تمثل الضغوط التي يتعرض لها الإنسان في العصر الحديث ظاهرة جديرة بالإهتمام لما لها من تأثير على كثير من جوانب حياة الفرد والمجتمع، ولما تسببه من تكاليف باهضة جراء علاج الأمراض والمشكلات التي تنجم عنها أو تترافق معها، ورغم تعدد مصادر الضغوط وتنوعها تبقى إصابة أحد أفراد الأسرة بأحد الأمراض من العوامل النفسية والإجتماعية المسببة للضغط.
وقد حظيت الضغوط الناتجة عن الإصابة بالإعاقة بإهتمام العديد من الباحثين لأنه غالبا ما تمتد الإعاقة إلى أبعد من إصابة الفرد لتشمل أفراد الأسرة والأقارب وحتى الجيران، خصوصا الأم لأنها المتكفل الأول برعاية الطفل وتحديدا إذا كان مصابا بإعاقة التوحد لأنها من أعقد الإعاقات وأصعبها لما تتسم به من الإنغلاق والنمطية، ولما تتطلبه من رعاية خاصة وتكفل مستمر وهذا ما يجعل الأم في حيرة دائمة بين المسؤوليات الملقاة على عاتقها (أم،ربة بيت) وبين الاهتمام الزائد بابنها واضطرارها في الكثير من الأحيان إلى التنازل عن أشياء والتضحية بأشياء أخرى من أجل تحصيل نوع من التوافق الأسري .
ويشير "عادل عز الدين الأشول" إلى أن مصادر الضغوط بمفردها لا تشكل ضغوطا بحد ذاتها، فصدور استجابة من شخص معين لمواجهة هذه الضغوط هو الذي يجعلنا نقرر إذا كان هذا الشخص يعاني من الضغط أم لا، فهي عبارة عن مثير له إمكانية محتملة في أن يولد استجابة المواجهة أو الهرب ومما تجدر الإشارة إليه أن الإنسان عادة ما يتعرض في حياته اليومية لأنواع عديدة من مصادر الضغوط. فالبعض منها بيولوجي، والآخر نفسي، وبعضها فلسفي أو اجتماعي، وبصرف النظر عن نوع مصادر الضغوط وطبيعتها فإن جسم الإنسان يستجيب لها بنفس الأسلوب.
فمهما تكن الإجراءات المتخذة للتخفيف من حدة الضغط الناتج عن إعاقة التوحد إلا أن الموقف يتطلب تعرف الأم عليها ومواجهتها بالاعتماد على ما تملكه من معارف وما تقوم به من مجهود في سبيل التكفل بابنها المعاق.