Abstract:
تتبوأ القيم التربوية مكانة عالية ، و منزلة رفيعة عظيمة ، حظيت بها من البارئ اللطيف الخبير – سبحانه و تعالى – و جسدها قولا و عملا المصطفى صلى الله عليه و سلم حتى نعته الله تعالى بأجمل الأوصاف و أسماها ، فقال الله سبحانه و تعالى : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } " القلم:4" ، و قد أجمل الخلق العظيم هنا ، و هو من أهم ما امتدح الله تعالى به رسوله صلى الله عليه و سلم في كتابه .
كما تظهر مكانة القيم التربوية من المنزلة العظيمة التي يحظى بها المتخلق بالأخلاق ، حيث يحصل له من الأجر الجزيل الثواب الكثير، و المنزلة العظيمة، ما لا يحصل لغيره. يقول صلى الله عليه وسلم: (إنالمؤمنَليدرك بحسن خُلُقِه درجةَ الصائمِ القائمِ) " سنن أبي داود " .
كل هذه المعاني يوضحها قوله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا }." الشمس : 7-10" ، فالآية الكريمة تشير إلى أن الأصل في النفس هي التسوية و تعني أن الله تعالى خلق النفس و جعل لها صفات و قدرات كاملة و متوازنة و هذه الصفات هي ما اصطلح عليها من قبل العلماء باسم الأخلاق ، فصفات النفس أخلاق طبيعية أوجدها الله في النفس البشرية ففي الحديث النبوي الشريف :" كلُ مولودٍ يُولَدُ على الفطرةِ ، فأبواه يُهَوِّدانِه ، أو يُنَصِّرانِه ، أو يُمَجِّسانِه ، كمثلِ البَهِيمَةِ تُنْتِجُ البَهِيمَةَ ، هل ترى فيها جَدْعَاءَ " ( رواه البخاري ) و الفطرة هي الأخلاق الربانية الطبيعية ، و هذه الأخلاق لها قابلية للتغيير و الإنماء نحو الخير و العمران أو نحو الشر و الإفساد ، و هنا موضع الأمانة التي كلف بها الإنسان ، أمانة تزكية و تنمية الأخلاق ، فما النفس إلا صفات خلقية .
فمن أهم المواد التي يتعلمها التلاميذ في برامجهم الدراسية تبرز حصة التربية البدنية و الرياضية كحصة عنوانها الرئيسي الترفيه والتفوق و الانجاز ، و هذا لأن التلاميذ يمارسون النشاطات الرياضية و يتنافسون في مختلف الألعاب الرياضية بحثا عن الفوز ، و بالتالي من خلال هذه الأنشطة يكون دور الأستاذ التربية البدنية و الرياضية إضافة إلى تنمية الجانب المعرفي و الجانب الاجتماعي العاطفي و الجانب النفس حركي هو توجيه التلاميذ و تنمية قدراتهم و مهاراتهم ، و ترسيخ القيم التربوية التي تنظم قراراتهم و تسير حياتهم نحو الأحسن ، و إدماجهم في المجتمع بشكل أفضل وكذا إرشادهم نحو الطريق الصحيح عن طريق ممارستهم لحصة التربية البدنية و الرياضية ، و ذلك لما تحويه هذه المادة من امتيازات مقارنة بالمواد الأخرى ، فلها دور هام جدا تجهله الكثير من العائلات ،و يرتبط هذا الدور بالأستاذ التربية البدنية و الرياضية الذي يعتبر المربي والموجه و المسير للعملية التعليمية بطرق و أساليب تربوية يدرك من خلالها أنه يكسب التلاميذ قيما تجعله في نظرهم قدوة يقلدونه ، رغم الكثير من الصعوبات و المعوقات التي تواجهه في القيام بدوره و بالتالي تؤثر سلبا في تحقيق أهداف التربية البدنية و الرياضية و الرقي بالمؤسسات التربوية ، و من هنا تكمن مشكلة البحث في اكتساب تلاميذ المرحلة الثانوية لسلوكات سيئة و عادات خاطئة في تعاملهم مع زملائهم و معلميهم و أفراد المجتمع ، و هذا للفراغ الكبير الذي يجدونه في حياتهم ،و بالتالي فأهمية التربية البدنية و الرياضية لتلاميذ الطور الثانوي تكمن في تنمية و إكساب التلاميذ القيم التربوية و سلوكات حسنة تكون شخصيتهم و تنمي قدراتهم ، رغم المعوقات التي تواجه الأستاذ التربية البدنية ، و هذا ما جعلنا ندرس موضوع دور الحصة التربية البدنية في ترسيخ القيم التربوية لدى التلاميذ.
وكما قسمنا الموضوع إلى جانبين نظري و تطبيقي ومنه الجانب النظري بدورها قسمناه إلىثلاثة فصول و هي الفصل الأول القيم التربوية و أما الفصل الثاني حصة التربية البدنية و الرياضية و في الأخير الفصل الثالث تطرقنا إلى المرحلة المراهقة.
و أما التطبيقي إلى فصلين الأول منهجية البحث و الثاني تحليل ومناقشة النتائج و منها خاتمة و المراجع و الملاحق.