الخلاصة:
ان الاهتمام بالرياضة أصبح ضرورة ملحة في العصر الحالي وذلك لما لها من فوائد جمة تعود بالنفع على صحة الانسان سواء الجسمية أو العقلية أو الخلقية ، فهي تعمل على صيانة الجسم وسلامة العقل وسداد تصرفاته ، لأن الجسم والعقل وحدة يتأثر كل منهما بالأخر وتنمي الرياضة قوى الفرد الروحية ليصبح مواطن مستعدا لخدمة وطنه ومجتمعه ، فكل أمة متحضرة تحرص كل الحرص على صحة النشئ وسلامته .
لذا أولت الدولة الجزائرية منذ استقلالها أهمية بالغة للرياضة وأعطتها مكانة مرموقة وخاصة في ميدان التعليم حيث قامت ببرمجتها في البرامج الدراسية ووضعتها ضمن المناهج التربوية لكافة الأطوار التعليمية ، ووفرت لها كل الوسائل الضرورية من أساتذة وقاعات رياضية ووسائل بيداغوجية وفرضتها ووحدة تعليمية اجبارية على كل المتمدرسين ذكورا و إناثا .
الا أن الممارسة النسوية للرياضة تقل نوعا ما في المرحلة الثانوية وخاصة في ولايات الهضاب العليا والجنوب ، وكما هو معروف على هذه الولايات بأنها تعيش وفق ضوابط اجتماعية وأخلاقية معينة وعادات وتقاليد وأعراف تتحكم في تصرفات أفرادها .
وقد جاء هذا البحث من أجل مناقشة مدى أثر الضوابط الاجتماعية والعادات الأسرية والأعراف القبلية للحد او التشجيع لهذا النشاط الحيوي لدى فتياتنا اللواتي يدرسن في المرحلة الثانوية ، ولكن الملاحظ أن نسبة من الفتيات لا يمارسن الرياضة في الثانوية ولكل منهن سبب في ذلك ، لذا قمنا بدراسة ميدانية في ثانويتي بلدية الشارفمن أجل الوقوف على الاسباب الحقيقية الكامنة وراء عدم ممارسة الرياضة عند الفتيات في الطور الثانوي،وقد عرجنا في هذا البحث الى دور وسائل الضبط الاجتماعي على الممارسة الرياضية لدى الفتيات وهي الاسرة والدين والعادات والتقاليد والاعراف السائدة في المنطقة ومدى تأثيرها على الممارسة الرياضية بالسلب أم الايجاب .
سنتطرقفيبحثنا هذا إلى دراسة دور وسائل الضبط الاجتماعي على الممارسة الرياضية للفتيات في المرحلة الثانوية .
فمن خلال هذا البحث تطرقنا الى الجانب التمهيدي الذي احتوى على مقدمة و اشكالية البحث و فرضياته و أهدافه و أهميته كما ذكرنا أسباب اختيار الموضوع و قمنا بتحديد المصطلحات بالإضافة الى الدراسات المشابهة .
كما تطرقنا في الباب الاول للجانب النظري في فصله الأول الى مفهوم التربية العامة والتربية البدنية والرياضية واهدافها واهميتها وكذا تطرقنا الى علاقة التربية العامة بالتربية البدنية والرياضية .
و قد احتوى الفصل الثاني على مفهوم الضبط الاجتماعي تم رؤية تاريخية حول الضبط الاجتماعي وتطرقنا فيه الى النظريات المفسرة للضبط الاجتماعي ، وكذا وظائفه واهدافه.
و احتوى الفصل الثالث على دراسة تخص الطور الثانوي فكان الفصل يدور حول مفهوم المراهقة و مراحلها و خصائص و احتياجات المراهق في المرحلة الثانوية ومشاكل المراهقة في الثانويةبالإضافة الى تأثير التربية البدنية والرياضية بالنسبة للتلميذ في المرحلة الثانوية .
أما بالنسبة للباب الثاني اشتمل على فصلين ، فتضمن الفصل الأول الاجراءات المنهجية للدراسة فاشتملت على عينة الدراسة و لغرض تحقيق هذه الدراسة اخترنا عينة من تلميذات ثانويتي بلدية الشارفوكما اختارنا المنهج الوصفي التحليلي لملائمته لدراستنا و اعتمدنا على الاستبيان كأداة للدراسة .
و اما الفصل الثاني فاحتوى على عرض وتحليل ومناقشة نتائج البحث الخاصة بمدى تأثير وسائل الضبط الاجتماعي على الممارسة الرياضية لدى فتيات الطور الثانوي .
و في الأخير تضمنت الدراسة الاستنتاج العام وخلاصة البحث و الاقتراحات كما إعتمدنا على جملة من المراجع باللغتين العربية و الأجنبية.