تفعيل دور الوقف في تحقيق التنمية المستدامة

Abstract

لقد قام الوقف بدور كبير في الاسلام ، ولكن واقعه في التطبيق المعاصر يعاني من وجوه ضعف عديدة ، بسبب التدخل الحكومي في إدارته ونقص الوعي لدى المواطنين بالإضافة إلى الخروج به أحيانا عن الأحكام الفقهية وحسن الإدارة ، ونظرا لما للوقف من أثر واضح في التنمية وذلك من خلال المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و الانسانية حيث شمل الوقف النشاطات الاقتصادية المختلفة ، و المجالات الحياتية المتنوعة حيث أوجد نشاطات جديدة تؤثر بدورها على ايجاد الاستثمارات الجديدة أوسع المشاريع القائمة لتتمكن هذه المشاريع من توسيع الحركة الاقتصادية وزيادة نموها من خلال زيادة الاستهلاك. ولقد قام الوقف بعدة اسهامات تنموية كبيرة تدخل في مناحي حياة مجتمع سواء كانت دينية أو ثقافية أو اجتماعية أو الصحية ، وفي مختلف المجالات و الصور العديدة إذ كان الدعامة الأساسية لهذه التنمية . إن نجاح موضوع الوقف في تحقيق التنمية المستدامة تجر بالنفع عليها أولا من خلال إطالة التدفقات و الخدمات التي يقدمه من جهة ، واتساع رقعة المستفيدين من هذه التدفقات و الخدمات لتشمل أكبر قدر من الأجيال القادمة من جهة أخرى ، و يمكن أن يساهم مساهمة فعالة في تحقيق درجة أعلى من العدالة الاجتماعية و الرفاه الاقتصادي لو بذل الجهد الكافي لإعادة بعثها من جديد ، و إعادة تنظيمها بما يناسب متطلبات الادارة المعاصرة و ما تفرضه العولمة من تغييرات ، مع الحذر مما تجلبه هاته الأخيرة من افرازات سلبية من شأنها أن تطمس خصوصية الوقف و علاقته بالتنمية المستدامة ، مما يمكن أن يساعد على انضواء الوقف كعنصر من عناصر مشروع نهضوي جديد يهدف الى تحقيق تنمية شاملة تدوم وتدوم .

ومن خلال طرحنا لهذا الموضوع و معالجته ظهرت لنا الكثير من النتائج نذكر ما يلي أهمها : أهم النتائج : 1- أن مشروعية الوقف ثابتة بالكتاب و السنة . 2- تطرق المشرع الجزائري لنظام الوقف ، من خلال تقنينه ضمن قانون الأسرة . 3- اتساع نظام الاوقاف وتطوره و إسهامه في تحقيق التنمية المستدامة على مر العصور في تاريخنا الاسلامي المعاصر . 4-سمو مقاصد الوقف و مشاركته للتنمية المستدامة فيها ، وجمعه بين العبادة وعمارة الأرض . 5-إسهام الوقف في دعم المجالات الاجتماعية المختلفة كالتعليم و الثقافة . 6- نهوض الوقف بمساعدة الفئات الاجتماعية المحتاجة من الفقراء و المساكين و غيرهم ورعايتها . 7- اسهام الوقف في انعاش الحياة الاقتصادية للمجتمعات الاسلامية على مر العصور . 8- دور الوقف في الحفاظ على هوية المجتمعات الاسلامية ، والعمل على تحسين الخدمات الصحية ، كما له أثر كبير في النهضة الصناعية . 9- بروز طرائق حديثة لتفعيل دور الوقف لدعم جوانب التنمية المستدامة بشتى أبعادها ومن أهمها الصناديق الوقفية. أهم التوصيات : 1-التأكيد على فاعلية نظام الأوقاف في دفع عجلة التنمية المستدامة في العصر الحاضر . 2-الاصرار على ضرورة دراسة القيم الحديثة ، ومن أهمها التنمية المستدامة من منظور إسلامي . 3- ضرورة تحويل المساهمات الفردية في مجال الوقف الى مؤسسي مقنن ، له ضوابطه و شروطه الشرعية . 4-التركيز على التعاون المشترك بين الباحثين الشرعيين و المهتمين بالاقتصاد ، لمعالجة صعوبات التنمية المستدامة . 5-ضرورة إعادة النظر في آليات إدارة الاوقاف و اهمية الاخذ بالوسائل المشروعة التي يتم من خلالها تفعيل الأوقاف و زيادة عوائدها الاستثمارية مما يحقق التنمية المستدامة ، ويتم ذلك من خلال حملات اعلامية لتوعية الناس و ارشادهم .

وفي الأخير أرجو أن أكون قد وفقت في اختيار الموضوع ومعالجته بالقدر الذي يزيد من اتساع معارفنا و معارف اخواننا من الطلبة و المهتمين ...آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن .